في سياق تبرير حكومة اخنوش الغلاء الفاحش الذي يعيش المغاربة جحيمه طيلة الولاية الحكومية الحالية، بالجفاف، بات غلاء السمك ولاسيما سمك الفقراء، اي السردين، مرده إلى الجفاف هو كذلك، رغم أنه يعيش في الماء.
هذا التبرير أثاره وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، أحمد البواري، بمجلس النواب، أمام البرلمانيين الاثنين.
واعتبر “وزير الصيد البحري”، في حكومة إن غلاء السمك مرده إلى تأثير الجفاف على الموارد البحرية.
وقال البواري “إلا مكايناش الشتا، الحوت تيهرب، والشتا فالبحر مزيانة للحوت”.
هذا التصريح أثار اندهاش برلمانيين ومتتبعين لجلسة الانثن التي نقلتها التلفزة العمومية مباشرة.
تفسير الوزير
ووفقاً لتصريح الوزير البواري، فإن نقص الأمطار يؤثر بشكل غير مباشر على النظام البيئي البحري.
وأشار إلى أن غياب التساقطات المطرية يؤثر على تدفقات المياه العذبة نحو السواحل، ما يؤدي إلى تغييرات بيئية قد تؤثر على توزع الأسماك، حيث تميل إلى الهروب نحو مناطق أكثر ملاءمة بيئياً.
تبرير غير مقنع؟
هذا التبرير أثار ردة فعل غاضبة من قبل البرلمانية ريم شباط، التي استهجنت ربط الجفاف بارتفاع أسعار السمك.
وقالت شباط بلهجة ساخرة: “ها الجفاف ها التضخم، واش الحوت بالبحر عليه الجفاف؟ احترموا ذكاء المغاربة”.
تعبير البرلمانية شباط يعكس تزايد استياء الشارع المغربي من التفسيرات التي تقدمها الحكومة لتبرير ارتفاع الأسعار في السوق.
تصاعد الغلاء وضغوط التضخم
ويشهد المغرب موجة تضخم أثرت على أسعار المواد الغذائية، بما في ذلك المنتجات البحرية.
ويُعتبر السمك جزءاً أساسياً من النظام الغذائي للمغاربة، إلا أن أسعاره شهدت زيادات متكررة خلال السنوات الأخيرة، ما أثار قلقاً واسعاً لدى المستهلكين الذين يرون أن هذا الغلاء أصبح عبئاً إضافياً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.
هل من تفسير علمي؟
تصريح الوزير حول علاقة الجفاف بالأسماك لا يخلو من تساؤلات حول مدى دقته العلمية.
وفي الوقت الذي ترى بعض الدراسات وحليلات بعض خبراء البيئة أن التغيرات المناخية والجفاف يمكن أن تؤثر على النظم البيئية البحرية، يؤكدون أن هذا التأثير غالباً ما يكون طويل الأمد وغير مباشر.
أما فيما يخص ارتفاع الأسعار، فإنها تتأثر بشكل أكبر بعوامل مثل المضاربة والاتفاقات المسبقة بين تجار الجملة وسياسات التسويق، والكلفة المرتبطة بعمليات الصيد، والتغيرات في العرض والطلب.
