النعمان اليعلاوي
رغم مرور أقل من ثلاث سنوات على انتهاء أشغال مشروع تأهيل المدينة العتيقة للرباط، الذي أشرفت عليه شركة الرباط للتهيئة بميزانية بلغت 90 مليون درهم، برزت عيوب تقنية في عدد من المرافق والأرصفة، خصوصا على مستوى شارع القناصل (لكزا) ومدخل المدينة العتيقة أمام السوق المركزي.
في السياق ذاته، أعرب مرتادون وتجار السوق المركزي عن استيائهم من الوضع الحالي، حيث رصدوا تجمع المياه أسفل الأرضية، ما تسبب في ظهور الأوحال وانتشار البعوض، وانتشار الروائح الكريهة، بالإضافة إلى معاناة زوار المدينة العتيقة وزبائن السوق من المياه النتنة المتطايرة، بسبب تزحزح قطع الرصيف، وأوضحوا أن هذا الإشكال يعكس وجود غش ونقص في جودة الأشغال المنجزة من طرف الشركة النائلة للصفقة، وأيضا التواطؤ من طرف الجهة المخولة بتسلم الورش، معربين عن مخاوفهم من أن يُطلب منهم مرة أخرى إغلاق محلاتهم لإصلاح العيوب. وقال أحد التجار في تصريح لجريدة «الأخبار»: «اضطررنا إلى إغلاق محلاتنا لعامين أثناء تنفيذ الأشغال، لكن النتائج لم تكن بالمستوى الذي توقعناه. اليوم، نعاني من سوء جودة الأرضيات، كما أن إغلاق ممر السيارات بمنطقة باب الأحد أثر سلبا على حركة الزبائن».
يُذكر أن مشروع تأهيل المدينة العتيقة جاء ضمن برنامج «الرباط مدينة الأنوار»، الذي امتد منذ 2014 إلى 2023، وشمل ترميم المنازل والبنايات المهددة بالانهيار، معالجة واجهات المحلات التجارية، ورصف الأزقة. ورغم الإنجازات التي حققها المشروع، فقد واجه انتقادات واسعة، بسبب تأخر الأشغال في عدد من المقاطع وظهور عيوب تقنية بعد انتهاء الأشغال وتسليمها. ويطالب التجار والسكان الجهات المسؤولة بالتدخل لمعالجة الاختلالات وضمان استدامة الأشغال والصيانة عوض الترقيع، مؤكدين أن مثل هذه المشاريع لا يجب أن تقتصر على الجانب الجمالي، بل ينبغي أن تضمن جودة التنفيذ ومراعاة احتياجات المستخدمين.