في خطوة دبلوماسية جديدة تعكس تحولات مهمة في مواقف الدول الإفريقية والأمريكية اللاتينية تجاه قضية الصحراء المغربية، أعلنت جمهورية غانا تعليق علاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية الصحراوية” المزعومة، المعلنة من جانب واحد. وجاء هذا الإعلان في وثيقة رسمية صادرة عن وزارة الشؤون الخارجية والاندماج الإقليمي بجمهورية غانا، وموجهة إلى وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج في المملكة المغربية. وأكدت غانا أنها ستبلغ حكومة المملكة المغربية، والاتحاد الإفريقي، ومنظمة الأمم المتحدة بهذا القرار عبر القنوات الدبلوماسية.
هذا القرار يضع غانا في صفوف الدول الداعمة للموقف المغربي، حيث شددت الحكومة الغانية على التزامها بدعم جهود الأمم المتحدة للتوصل إلى حل سلمي وعادل ودائم ومقبول لدى جميع الأطراف المعنية بقضية الصحراء. وتعد هذه الخطوة تعزيزا للعلاقات الثنائية بين المغرب وغانا، كما أنها تبرز أهمية التعاون بين الدول الإفريقية لتحقيق الاستقرار الإقليمي.
على صعيد متصل، شهدت السنوات الأخيرة موجة من قرارات مشابهة من قبل دول عدة، كان آخرها قرار جمهورية بنما في نوفمبر 2024 بتعليق علاقاتها الدبلوماسية مع “الجمهورية الصحراوية”. وأكدت بنما في بيان رسمي أن قرارها يأتي وفقًا لمقتضيات القانون الدولي ودعما لجهود الأمم المتحدة، مما يعكس رغبتها في تعزيز علاقاتها مع المغرب. في السياق ذاته، أعلنت الإكوادور، في أكتوبر 2024، عن تعليق اعترافها بالكيان المزعوم، مشددة على دعمها للمسار الأممي لحل النزاع.
تجدر الإشارة إلى أن 84% من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة لا تعترف بـ”الجمهورية الصحراوية”، وفقا لتقارير رسمية، مما يبرز عزلة هذا الكيان على الساحة الدولية. وتعكس هذه التطورات نجاح الدبلوماسية المغربية في كسب المزيد من الدعم الدولي لمبادرة الحكم الذاتي، التي يعتبرها العديد من المراقبين حلاً واقعياً ودائماً للنزاع في الصحراء.
التحولات الدبلوماسية الأخيرة تؤكد أن الموقف المغربي بات يحظى بمزيد من التأييد في المحافل الدولية، خاصة مع تزايد عدد الدول التي تعيد النظر في اعترافها بـ”الجمهورية الصحراوية”، مما يعزز من مكانة المغرب كشريك استراتيجي في المنطقة.
عن موقع: فاس نيوز