الخميس, يناير 9, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيعندما يستدعي جوقة الدفاع عن الحقوق الذرائع ويطوعونها كرمى للذئب

عندما يستدعي جوقة الدفاع عن الحقوق الذرائع ويطوعونها كرمى للذئب


متى اشتد الخناق على الجوقة التي تزعق بالمباديء، تتنكر لها في أول منعرج، ليتضح بلا غبش وبلا لبس أنها مجرد شعارات يرفعونها في أوقات رخائهم، وأنهم لم يعتقدوا بها أبدا.

ولعل ما ترسَّب من “مواقف” من أفراد الجوقة بشأن ظهور فيديو لـ”توفيق بوعشرين”، على موقع إباحي، يكشف أن هؤلاء إنما ظلوا يشيدون قلاعا من ورق، سرعان ما تهاوت مع أول هبة ريح.

ولنقل إن المعنيين بهكذا كلام، إنما هم متنطعون، لا يؤمنون بالمباديء ولا يحترمون حقوق الغير ولا يحزنون، بل هم ممارسون للخداع لكنهم يخادعون أنفسهم قبل الآخرين ولا يشعرون.

فماذا حدث بعد ظهور الفيديو الموثق لإفراغ نزوة جنسية وراء باب موصد في مكتب جريدة “أخبار اليوم”؟ لا أحد من الجوقة تعقل وتحرى الرشد، ليبدي حتى اشمئزازه من مشاهد تفضح ما كان يجري في حق أجيرات امتهنت كرامتهن عمدا وسيظل ذلك موشوما في أجسادهن وذاكراتهن أبدا.

لا أحد، توارى إلى الخلف وترك بينه وما يجري مسافة تجعله يرق لحال الضحايا، ويسمي الذئب ذئبا والحمَل حمَلا، بل إنهم وعند اختبار افتضاح واحد من عشيرتهم، راحوا يلتمسون للذئب كل الأعذار لينهش في الحملان التي تاهت تحت سطوته.

ومن الرفاق والمتأسلمين من جعل من المباديء قميصا يرتدونه متى شاؤوا ويخلعونه متى تبدت لهم جدوى التخلص منها، لكن ما صدر عن “محمد دعنون”، القيادي في حزب العدالة والتنمية، من تسويغ للمبررات يستحق أن يدرس وأن يكون مثالا على الانقلاب على العقب، كما لم يعهده أحد قبلا.

فماذا قال “محمد دعنون”، لقد تمادى في التفنن في “قلب الفيستة” وجعل المباديء هباءً، وهو يفيد بما يلي “ما يهمني من بوعشرين هو ما يجود به علينا من فكر وتحليل قل نظيرهما.. أما ما تحت البطن فلولا ستر الله لما تجرأ أحد أن يرفع بصره استحياء”.

في هكذا موقف ما يشي بالكثير من القناعات التي تحرك مدعي الدفاع عن المباديء، فها هنا وفي نظر هذا المنتمي للحزب الإسلامي، لا يهم النفاق ولا إتيان أفعال تنافي الأخلاق ولا التناقض الصارخ بين الأفعال والأقوال بقدر ما تهم الجعجعة.

وعلى درب “محمد دعنون”، سار “حسن بناجح”، بوق جماعة “العدل والإحسان” المحظورة، وقد رأى أن يدعم “توفيق بوعشرين”، بكلمات امتشقها من قاموس المزايدات الجوفاء، وقد قال موجها كلامه للمدعوم “أن تحس بالعزة وأنت تواجه الظلم، فأنت منتصر”.

لكن، عن أي عزة يتحدث “حسن بناجح” وأي ظلم رمى بكلامه؟ الأكيد أنه لم يقصد ظلم الذئب للأجيرات اللائي عبث بأجسادهن، ولعب بها إلى أن كُتِب الفصل الأخير من حروبه التي كان يخوضها بقضيبه، ثم سيق سوقا إلى السجن، وأعفي عنه، وخرج غير عابيء بمآل ضحاياه ومن نكَّل بهن.

أيضا، آخرون كثر من جوقة مدعو الدفاع عن المباديء راحوا ينسلون تباعا من أجداثهم كل يدلي بدلوه، إنما لفائدة “الذئب”، ولا أحد منهم التفت لضحايا هذا المفترس، الذي لم يتعظ بعد ما اقترفه، وارتدى بعد مغادرة أسوار السجن، لباس الجدة مثل ما حدث في قصة صاحبة الرداء الأحمر.

إنها لفتات إلى فلتات مدعو الدفاع عن المباديء، والتي يشاكسون لأجلها متى تلاءمت ومنافعهم، لكن وإن تعارضت مع أهوائهم تنصلوا منها، وزادوا على ذلك بالتطبيع مع منتهكيها ليفضحوا أنفسهم بأنفسهم، وليعلنوا أنهم حربائيون، يستدعون الذرائع ويطوعونها ويلوون أعناقها كرمى لمن هم في جوقتهم.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات