DR
مدة القراءة: 3′
لم يكن الملك الحسن الثاني مجرد قائد سياسي، بل كان أيضًا رمزًا للموضة والأناقة، حيث عرف باختياره لأرقى الماركات في مختلف المجالات، بما في ذلك الساعات. وفي هذا السياق، اختار الملك توقيع العلامتين الفاخرتين “بريغيه” و”شوميه” لتصنيع ساعة استثنائية تحمل تقويمًا هجريًا ثلاثيًا.
تأسست دار “بريغيه” لصناعة الساعات الفاخرة على يد أبراهام-لويس بريغيه في باريس عام 1775، بينما أسس ماري-إتيان نيتو دار “شوميه” عام 1780. وفي وقت صناعة هذه الساعة، كانت “شوميه” قد استحوذت على “بريغيه”. في عام 1958، تولى جاك وبيير، أبناء مارسل شوميه، قيادة الدار، ليشرفوا على عملية دمج “بريغيه” مع “شوميه” في عام 1970.
وفي 23 دجنبر 1985، قدمت “بريغيه” و”شوميه” هذه التحفة للملك الحسن الثاني، وهي عبارة عن ساعة معصم أوتوماتيكية من الذهب الأبيض عيار 8 قيراط مزودة بتقويم هجري ثلاثي فوري، وهو ما يتطلب تعديلات دقيقة في آليات التقويم لتتناسب مع النظام الهجري الإسلامي.
وأشارت دار “كريستيز” البريطانية الشهيرة، إلى أن الساعة “قد تبدو من النظرة الأولى، كساعة تقويم ثلاثي مع تعديل بسيط لعرض التقويم باللغة العربية. لكن في الواقع، هي أكثر من ذلك بكثير: تقويم الساعة ليس غريغوريًا عاديًا، بل تقويمًا هجريًا مخصصًا، مما يستدعي تخصيص آليات فنية دقيقة”.
وتتميز الساعة بقرص تقليدي من “بريغيه”، حيث تم استخدام صفيحة ذهبية صلبة مغلفة بالفضة، نقشت بالكامل باستخدام آلة النقش، باستثناء حلقة الساعات التي تحمل تشطيبًا ساتينيًا. كما يوجد “كارتوشين” يحمل توقيعي “بريغيه” و”شوميه”، مما يعكس التكامل بين العلامتين في هذه القطعة الفاخرة.
وتعكس التفاصيل الدقيقة للساعة مدى الفخامة التي تم تصميمها بها، حيث يحتوي الغطاء العلوي على الأشهر الهجرية باللغة العربية مع استخدام نوع خاص من النقش. كما أن توقيع “بريغيه” و”شوميه” يظهران على نفس الخط بشكل متوازن، مما يضفي تناغمًا على التصميم.
أما عن الحجم، فيبلغ قطر علبة الساعة 36 مم، وهي ذات شكل مثمن بزوايا دائرية. وتختتم التحفة بتوقيع “JHP” على ظهر الساعة، وهو اختصار لاسم صانعها، جان-بيير هاجمان، الذي عمل مع العديد من العلامات الفاخرة مثل “باتيك فيليب” و”أوديمار بيجيه”.
أما السوار، فقد صنعه جان-بيير إيكوفي، أحد أبرز صانعي الأساور في ذلك الوقت، ويمثل إضافة أخرى لهذه التحفة الفاخرة. وفي مفاجأة غير متوقعة، تم ختم السوار بـ “أوديمار بيجيه”، مما يشير إلى أن السوار الأصلي للساعة تم اختياره من قبل إخوة شوميه، الذين كانوا أيضًا تجارًا لماركة “أوديمار بيجيه” وموفري الساعات الملكية.
وأوضحت “كريستيز” أن هذه الساعة الهجرية تُعد واحدة من التحف الفلكية الحقيقية النادرة التي فقدت في أواخر القرن العشرين. في عام 2017، تم بيع الساعة في مزاد “كريستيز” بسعر نهائي قدره 87,500 فرنك سويسري، بعد أن بيعت للملك الحسن الثاني بمبلغ 500,000 فرنك فرنسي في عام 1985.