تراجعت عمدة أمستردام الهولندية، فيمكي هالسيما، عن تصريحات وصفت بـ”النارية والعنصرية”، والتي أطلقتها عقب أعمال الشغب التي أعقبت مباراة كرة القدم بين فريقي “أياكس” الهولندي و”مكابي تل أبيب” الإسرائيلي، مقدمة اعتذارها تحت ضغط شعبي وإعلامي واسع.
وكانت هالسيما قد أثارت جدلاً واسعاً عندما وصفت أحداث العنف في أمستردام بأنها “مزيج سام من معاداة السامية والشغب”، وشبّهتها بـ”البوغروم”، وهو مصطلح تاريخي يشير إلى الهجمات العنيفة ضد اليهود في أوروبا الشرقية، مما أثار انتقادات واسعة داخل هولندا وخارجها.
وفي بيان لها، أعربت عمدة أمستردام عن أسفها لاستخدام أوصاف قدحية، مؤكدة أن تصريحاتها جاءت في لحظة انفعال. ومع ذلك، انتقدت بشدة محاولات استغلال كلماتها سياسياً، خاصة من قبل المسؤولين الإسرائيليين، حيث قام الرئيس الإسرائيلي بنشر تغريدة على “تويتر” يستشهد فيها بتصريحاتها لدعم مواقف إسرائيل الرسمية.
وامتد الجدل إلى الداخل الهولندي، حيث استغل سياسيون يمينيون هذه التصريحات لمهاجمة المسلمين المقيمين في البلاد، والذين ينتمي أغلبهم إلى أصول مغربية وتركية، ما زاد من حدة النقاشات حول تصاعد خطاب الكراهية في هولندا.
ويُذكر أن تصريحات هالسيما تأتي في ظل توتر متصاعد بشأن القضايا المرتبطة بالاندماج والهجرة في هولندا، حيث يتهمها البعض بمحاولة التخفيف من تداعيات الحادثة، فيما يعتبرها آخرون خطوة في الاتجاه الصحيح لتجنب تعميق الانقسامات داخل المجتمع الهولندي.