لم تكن مواجهة المنتخب المغربي الأول لكرة القدم أمام النيجر سهلة كما توقع البعض، رغم أن “أسود الأطلس” دخلوا اللقاء باعتبارهم المرشحين الأوفر حظًا للفوز.
البداية كانت متعثرة، حيث واجه اللاعبون صعوبة في فرض أسلوبهم، وظهر الفريق بأداء باهت في الدقائق الأولى، ما سمح للنيجر باستغلال بعض المساحات وتهديد المرمى.
مع مرور الوقت، بدأ المنتخب الوطني يستعيد توازنه تدريجيًا، لكن ذلك لم يكن كافيًا لتقديم الأداء المطلوب منذ البداية، ما جعل المواجهة تتسم بالكثير من التوتر والندية.
وأكد أسامة تيرغالين، الذي لعب دورًا مهمًا في المباراة، أن الفريق لم يدخل المواجهة بالشكل المطلوب، وهو ما جعل الأمور تبدو أصعب مما كان متوقعًا.
رغم ذلك، شدد على أن الانتصار في اللحظات الأخيرة يحمل قيمة كبيرة، ليس فقط لأنه يضمن النقاط الثلاث، ولكن لأنه يمنح اللاعبين دفعة معنوية قوية لمواصلة مشوار التصفيات بنفس الروح القتالية.
مضيفا أن الفوز في مثل هذه الظروف الصعبة يعكس شخصية الفريق وقدرته على التعامل مع الضغوط، وهو أمر مهم جدًا في سباق التأهل إلى المونديال.
من جانبه، أشار جواد الياميق إلى أن الشوط الأول لم يكن على المستوى المطلوب بسبب بعض الأخطاء التي ارتكبها الفريق، مما جعل المنتخب يعاني دفاعيًا في بعض الفترات.
وتابع أنه مع انطلاق الشوط الثاني، ظهرت رغبة حقيقية في تصحيح الأوضاع، وتمكن اللاعبون من فرض سيطرتهم تدريجيًا إلى أن تحقق الهدف المنشود بالفوز في الدقائق الأخيرة.
كما أكد المدافع المغربي، أن الأخطاء ليست محصورة على خط الدفاع فقط، بل إنها مسؤولية جماعية، مشيرًا إلى أن هناك وقتًا كافيًا لتصحيح بعض التفاصيل لضمان ظهور الفريق بأفضل مستوى في المباريات المقبلة.
بلال الخنوس، من جهته، سلط الضوء على الصعوبات التي تواجه المنتخب المغربي أمام خصوم يعتمدون على أسلوب دفاعي صارم، مشيرًا إلى أن هذه الفرق تلعب بروح قتالية وكأنها تدافع عن مصيرها في كل مواجهة.
وأوضح أن الفوز بنتائج كبيرة ليس دائمًا ممكنًا، لأن المنافسين يدخلون المباريات بتركيز عالٍ ورغبة كبيرة في تحقيق المفاجأة.
رغم ذلك، شدد على أن المنتخب المغربي كان على دراية مسبقة بصعوبة المباراة، وهو ما ساعده على التعامل مع الظروف وتسجيل هدف الفوز في الوقت المناسب، لأن النتيجة في النهاية هي الأهم.
الفوز على النيجر لم يكن مجرد ثلاث نقاط تُضاف إلى رصيد “أسود الأطلس”، بل هو اختبار حقيقي لمدى جاهزية المنتخب لمواجهة التحديات المقبلة.
ويمنح تصدر المجموعة برصيد 12 نقطة المنتخب أفضلية معنوية كبيرة، لكن المدرب ولاعبيه يدركون أن الطريق إلى مونديال 2026 لا يزال طويلًا، وأن عليهم تحسين الأداء وتصحيح بعض الأخطاء قبل المواجهة المقبلة أمام تنزانيا.
هذه المباراة ستكون اختبارًا جديدًا، ليس فقط من الناحية التكتيكية، ولكن أيضًا على مستوى الذهنية، حيث يجب على اللاعبين التعامل مع الضغط والتركيز على تحقيق الفوز لمواصلة المشوار بثبات وثقة.
