الجمعة, يناير 24, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيعلى هامش تنصيب "دونالد ترامب"

على هامش تنصيب “دونالد ترامب”


بقلم نورالدين زاوش
رئيس جمعية المعرفة أولا

أينما تُوَلي وجهَها القوة الضاربة؛ الدولة القارة؛ أحسن منظومة صحية في إفريقيا، وثالث قوة اقتصادية في العالم؛ إلا وتجدُ الأعداء يحاصرونها من كل صوب وحدب؛ فمن الغرب نظام المخزن المتآمر الذي يشعل الحرائق ويسرق الغمام والرياح، ويفسد عشب الملاعب الرياضية التي تنافس على استضافة كأس ما بين الكواكب، ومن الشرق عسكر حفتر الذي لا يجيد لغة الديبلوماسية والحوار، ومن الجنوب المشاكستان “بوركينفاصو” و”النيجر” برفقة الشقية “مالي” التي تصدر كل شهر بيان تنديد وتهديد في حق الجزائر.

أما من جهة البحر؛ فإن الجزائر ستجد نفسها أمام إسبانيا التي باشرت هذا الشهر أول رحلة طيران مباشر بين مدريد والداخلة، والتي زار ملكها “فيليبي السادس”، البارحة فقط، رواق المملكة المغربية في المعرض السياحي الدول 2025 برفقة عقيلته، دون أن ننسى فرنسا التي توشك أن تُفْرِج عن أرشيف الصحراء الشرقية، بعد أن تستكمل التحقيق في قضايا مسجد باريس، والمتعلقة بتبييض الأموال والتهرُّب الضريبي، واستعمال المَعْلمة الدينية من أجل التخابر والتحريض على الإرهاب وزعزعة استقرار فرنسا.

ولأن المصائب لا تأتي فُرادى، فقد جاء تنصيب “دونالد ترامب” كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية بما جعل فرائص نظام الكابرانات ترتعد أكثر من أيِّ وقت مضى؛ وذلك بعدما حدّد الخطوط العريضة لسياسته في الفترة القادمة، والتي لخصها في القضاء على عصابات الحدود، وفي نهج سُبل السلام بدل الحرب؛ حيث أكد على أن النصر لا يقاس فقط بعدد الحروب التي ينتصر فيها؛ بل أيضا بعدد الحروب التي لا يدخلها أصلا، كما أشار إلى أن بلاده سوف تعتمد في موضوع الطاقة على إنتاجها الصِّرف؛ ولن تكون في حاجة إلى غيرها، ليختتم كلمته بإطلاق النار على المتحولين جنسيا، بعدما حصر الجنس البشري في الرجل والمرأة فحسب.

من الواضح أن المحلل الرصين لكلمة “دونالد ترامب” في مراسيم تنصيبه، لن يجد عناء في أن يكتشف بأن أغلب ما جاء فيها لا يصب في مصلحة نظام الكابرانات؛ بل وكأن الخطاب كان موجها تحديدا إليه، فالحديث عن القضاء على عصابات الحدود، يلقي الضوء من جديد على الجماعات الإرهابية التي تنشط في الساحل بدعمٍ فاضح من الجزائر؛ دون أن ننسى منظمة “البوليزاريو” التي تعتبر أكبر عصابة في شمال إفريقيا، والتي تنشط في الاتجار الدولي للمخدرات، والاتجار في الأعضاء البشرية، وفي تبيض الأموال، مثلما كشفت تقارير مطلعة لمنظمات ألمانية وإسبانية، قبل عامين، حسب ما نشرته جريدة “دي فيلت” الألمانية.

من المؤكد أن تصنيف “البوليزاريو” منظمة إرهابية ليس إلا مسالة وقت، وهو ما أشار إليه عضو الكونغرس الأمريكي “جو ويلسون”، في جلسة عمومية للكونغرس، قبل أيام فقط، حيث صرّح بأن “جبهة البوليساريو الإرهابية تشكل تهديدا للمملكة المغربية، شريكة الولايات المتحدة منذ 250 عاما”، كما أشار النائب الجمهوري إلى أن “سجلات نظام الأسد السوري المخلوع، تؤكد أن جبهة “البوليساريو” أرسلت ميليشيات للتدريب في سوريا”.

إن اعتماد أمريكا على إنتاجها من الطاقة في عهدة “ترامب”، سيجعل أسعار النفط في السوق العالمية تتهاوى بشكل غير مسبوق، مما سيشكل ضربة موجعة للأنظمة التي تعتمد في اقتصادها على النفط والغاز؛ ويبقى فقط لأمريكا أن تحقق اكتفاءها الذاتي في أرجل الدجاج منزوعة الأظافر والعظام، ليعلن نظام الكابرانات إفلاسه بدون رِجعة.

توشك الجزائر أن تخسر كل شيء، وحتى الميدالية الذهبية الأولمبية في الملاكمة النسوية، والتي ظلت الجزائر تتغنى بها بضعة شهور، تكاد أن تخسرها للأسف، بعدما أثبتت الكشوفات والتحليلات الطبية، التي لا تشوبها شائبة، أن “إيمان خليف” لا ينتمي إلى الجنس البشري حسب تعريف “ترامب”.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات