الكتاب الذي يتألف من 366 صفحة وصدر عن المطبعة الوطنية بمراكش، يتناول بين طياته مسيرة الفقيه المناضل علال الفاسي الذي قدم الكثير لبلاده.
حسن عين الحياة
يستعد الكاتب والمؤرخ المغربي الأستاذ محمد السعيدي الرجراجي لإصدار كتابه الجديد بعنوان “علال الفاسي.. صوت أمة وضمير شعب”، والذي يُنتظر أن يُضاف إلى سلسلة مؤلفاته القيمة التي تعزز المكتبة الوطنية.
ذلك أنه بعد 23 عاما من تأليف هذا الكتاب قرر المؤرخ السعيدي نشر هذا الإصدار في عام 2025، تلبية لإلحاح الأصدقاء، ورغبة منه في تسليط الضوء على مرحلة مهمة من تاريخ المغرب، من خلال حياة شخصية وطنية بارزة (علال الفاسي)، وبالتالي، فإن هذا العمل القيم، يأتي ليغوص في حياة وفكر الزعيم الوطني المغربي علال الفاسي، كاشفا عن دوره المحوري في نضال المغرب من أجل الحرية والاستقلال.
كما يتطرق الكتاب للصداقة القوية التي كانت تجمع علال الفاسي بوالد المؤرخ، مما شكل دافعا إضافيا لكتابته.
ويناقش كتاب “علال الفاسي.. صوت أمة وضمير شعب” عديد المحاور، بقلم مؤرخ يُخضع فعل التوثيق للتمحيص، وبلغة تعكس نبوغه وتراكمه الثقافي والمعرفي، ومن هذه المحاور: العلاقة بين علال الفاسي والملك محمد الخامس، وثيقة الاستقلال، مقاومة التغريب، الوحدة الوطنية، والقضايا الإسلامية.
كما يسلط الكتاب الضوء على إسهامات علال الفاسي في تطوير المفاهيم الوطنية والدفاع عن الهوية المغربية.
وفضلا عن كونه إضافة مهمة للخزانة الوطنية، يمثل الكتاب جهدا مضموما يسهم في توثيق مرحلة مهمة من التاريخ المغربي، مما يعكس مدى أهمية الكتابة المستمرة حول هذه الحقبة لضمان حفظ الذاكرة الوطنية.
كما يعتبر هذا العمل خطوة مهمة في حفظ وتوثيق تاريخ المغرب الحديث، ومساهمة فعالة في الحفاظ على إرث شخصيات قدمت الغالي والنفيس من أجل الوطن.
الكتاب أيضا يقدم للقارئ رؤية معمقة حول شخصية علال الفاسي، من خلال البحث والتوثيق الدقيق الذي قام به الأستاذ محمد السعيدي، ويدعمه بتقديم خاص من الأستاذ النقيب مولاي أحمد الخليفة، الذي يُشيد بأهمية الكتاب في إثراء الذاكرة الوطنية والبحث التاريخي المغربي.
وجاء في تقديم مولاي أمحمد الخليفة للكتاب: “يحق لي وقد أهداني الأخ الأستاذ محمد السعيدي نسخة من هذا الكتاب مرقونة على ورق “ستانتسيل” منذ عقدين وزيادة من الزمان، وقد قرأته آنذاك كما أقرأ كل الكتب التي تثير فيّ قريحة القراءة بنهم، وإقبال، وحضور بديهة، وتركيز كبير.. كل كتابات الزعيم علال، أو ما كُتب عنه، رغم كل ما قرأته عن هذا (العلال)، المفتون به، وبفكره، وجهاده، وعبقريته وأستاذيته، فالحق أقول إن كتاب الأستاذ السعيدي له نكهته الخاصة التي لا تنمحي من الذاكرة والمخيلة.
وأضاف مقدم الكتاب “لقد كان بالنسبة إليَّ عند قراءته الأولى قبل أزيد من عشرين سنة نموذجا آخر للتأليف.. تركيبا، وتحليلا، ونهجا، وموضوعية، وصراحة، وحبكة، وتعلقا، ناهيك عن الأسلوب البليغ والنهج الشيق الذي يكتب به الأستاذ السعيدي على الدوام.
وبعد.. فقد حملني الأخ الأود، المثقف الضليع، ذو الأسلوب الحي، والقلم الرصين، والبحث العميق، الأستاذ محمد السعيدي الرجراجي، ما لا طاقة للعبد لله به..! بكتابة مقدمة لكتابه عن سيدي علال.. لأن هذا الكتاب لا يُقدَّم، ولا حتى تلخيصه، وبعبارة أكثر صراحة وموضوعية إنه كتاب لا يحتاج إلى تقديم، بعد أن قدمه صاحبه، من أول كلمة فيه إلى آخر سطر في نهايته بأدق العبارات المحكمة، ومحكم الجمل المرصوصة والأمانة العلمية، والأسلوب البليغ، والسرد الأخاذ مستعملا كل خزانه المعرفي واللغوي من المترادفات الدالة بدقة، وقبل ذلك وبعد ذلك الأمانة العلمية، والرأي الصريح في أحداث التاريخ“.
ومن المنتظر أن يلاقي هذا الإصدار القيم اهتماما واسعا من قبل الباحثين والمهتمين بتاريخ المغرب الحديث، نظرا لما يتضمنه من معلومات موثوقة وتفاصيل دقيقة حول أحد أبرز قادة الحركة الوطنية المغربية، علال الفاسي.
المصدر: جريدة المنعطف