شهدت المدينة القديمة بالدار البيضاء، مساء اليوم، حادثًا مأساويًا إثر انهيار منزل بالقرب من جامع الشلوح خلال وقت الإفطار، مما أسفر عن احتجاز أم وابنتها تحت الأنقاض، في واقعة تعكس استمرار الهشاشة البنيوية التي تعاني منها المباني القديمة في المنطقة.
وفور تلقيها البلاغ، هرعت فرق الوقاية المدنية، مرفوقة بعناصر الأمن والسلطات المحلية، إلى موقع الحادث، حيث باشرت عمليات الإنقاذ في ظروف معقدة ناجمة عن طبيعة البنية التحتية للحي وأزقته الضيقة.
وبعد جهود حثيثة، تمكنت الفرق المتدخلة من إنقاذ الأم وإخراجها على قيد الحياة، حيث جرى نقلها على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي مولاي يوسف لتلقي العلاجات الضرورية.
بالمقابل، لا تزال عمليات البحث متواصلة للوصول إلى الابنة التي لا تزال محاصرة تحت الأنقاض، وسط حالة من الترقب والقلق التي تخيم على عائلتها وسكان الحي الذين احتشدوا لمتابعة مجريات الإنقاذ.
ويعيد هذا الحادث إلى الواجهة النقاش حول وضعية المباني القديمة في الدار البيضاء، لا سيما في الأحياء التاريخية التي تعاني من تقادم البنية التحتية وغياب أعمال الصيانة والترميم، مما يجعلها عرضة للانهيار في أي لحظة.
كما أفرزت هذه الواقعة مطالب متجددة بضرورة تدخل السلطات المعنية لاتخاذ تدابير عاجلة لحماية الأسر التي تعيش في هذه البنايات، سواء من خلال الترميم أو توفير بدائل سكنية أكثر أمانًا، تفاديًا لتكرار مثل هذه الحوادث التي تهدد أرواح المواطنين وتضعف الإحساس بالأمان داخل النسيج الحضري العتيق للمدينة.