يعود كابوس تكرار سيناريو جائحة كورونا ليخيم على العالم من جديد، بعد الارتفاع الكبيرفي حالات الإصابة بفيروس الالتهاب الرئوي البشري HMPV في الصين، الذي انتشر في أنحاء عدة من البلاد، لاسيما في المقاطعة الشمالية.
أثار ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري في شمال الصين بعض التحذيرات عبر الإنترنت، لكن الخبراء يقولون إن خطر حدوث جائحة أخرى شبيهة بكوفيد منخفض، وأن اكتشاف هذه الأنواع من الفيروسات لا يعني زيادة أنواع الفيروسات وخطورتها وإنما تنامي القدرة على اكتشافها بسبب التطور التكنولوجي.
وتشهد الصين ارتفاعًا في حالات الإصابة بالفيروس الرئوي البشري human metapneumovirus (HMPV) ، مما أدى إلى اكتظاظ المستشفيات، واتخاذ تدابير طارئة، ومخاوف عامة بشأن تفشي المرض.
وقد شهد الفيروس (HMPV)، ارتفاعا حادا في حالات الإصابة في المقاطعات الشمالية الصينية هذا الشتاء، وخاصة بين الأطفال.ويأتي تفشي المرض بعد 5 سنوات من ظهور فيروس كورونا الجديد في مدينة ووهان الصينية، والذي تحوّل فيما بعد إلى وباء عالمي أسفر عن وفاة 7 ملايين شخص.
في خضم حالة الهلع العالمية هاته، طمأن عضو اللجنة العلمية للتلقيح ورئيس الجمعية المغربية للعلوم الطبية، مولاي سعيد عفيف، في تصريح لجريدة “العمق المغربي”، المواطنين المغاربة بشأن انتشار الفيروس الرئوي الصيني، مؤكدا أنه فيروس قديم ومعروف لدى الأطباء، وظهر في الصين بطريقة وبائية، لكنه لم يسجل أي حالات في المغرب.
ولفت الدكتور عفيف إلى أن وزارة الصحة والحماية الاجتماعية لم تصدر لحد الساعة أي بلاغ بشأن حالات وبائية لهذا الفيروس، وأن لجنة اليقطة والتتبع تراقب الوضع عن كثب، موضحا أن فيروس الالتهاب الرئوي البشري يندرج ضمن مجموعة من الفيروسات التنفسية الشائعة، مثل الزكام والميكوبلازم، وأنه الرابع في ترتيب الفيروسات التنفسية المنتشرة في العالم.
وشدد على أهمية اتخاذ التدابير الوقائية، خاصة في ظل انتشار الفيروسات التنفسية خلال فصل الشتاء، مضيفا أنه ” حتى بالنسبة للزكام، يجب اتخاذ الاحتياطات الوقائية اللازمة، خاصة الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة، كبار السن، والأطفال” .
وأوصى الدكتور عفيف باتباع التدابير الوقائية المتعارف عليها من قبيل التطعيم ضد الزكام والأنفلونزا، غسل اليدين بانتظام بالماء والصابون أو باستخدام معقم اليدين، تهوية المنازل بشكل جيد، ارتداء الكمامة وتجنب المصافحة عند الشعور بأعراض المرض خاصة عند التعامل مع كبار السن والأطفال.
وبحسب خبراء، فالفيروس لا يأتي من الصين، حيث تم اكتشافه وإثباته لأول مرة في أوروبا عام 2001. وهو فيروس يصيب الجهاز التنفسي ويعتبر السبب الثاني الأكثر شيوعا لالتهاب الشعب الهوائية لدى الأطفال.
ويسبب فيروس HMPV أعراضا مشابهة للأنفلونزا أو الفيروس المخلوي التنفسي أو كوفيد-19، والتي تشمل الحمى والصداع والسعال وسيلان الأنف. ومعظم حالات العدوى تكون خفيفة. ومع ذلك، غالبا ما يتعين علاج الأطفال والأشخاص المصابين بالمرض سابقا أو الذين يعانون من ضعف المناعة في المستشفى.
ويشتبه الخبراء في أن انتشاره بشكل متزايد في الصين حاليا يعود لمناعة السكان التي ربما أصبحت أضعف من السابق، بسبب جائحة كورونا، لذلك يوجد انتشار كبير للمرض بين الصينيين.