قادت حسناء الشناوي، أول عالمة مغربية متخصصة في علم النيازك، جهودًا رائدة لحماية تراث المغرب الجيولوجي وتنظيم استغلاله، مما عزز مكانة البلاد كمركز عالمي لأبحاث النيازك وعلوم الكواكب، وفقًا لتقرير نشرته مجلة “نيتشر” (Nature).
وأبرز التقرير أن الشناوي، التي تشغل حاليًا منصب أستاذة الجيولوجيا في كلية العلوم عين الشق بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، عملت بالتعاون مع الهيئة المغربية للمسح الجيولوجي لوضع قوانين تنظم جمع وبيع النيازك، وضمان الاحتفاظ بعينات مرجعية داخل البلاد. كما أسست مجموعة تضم جميع النيازك التي لوحظ سقوطها في المغرب منذ عام 2004، والتي تُعرض اليوم في معرض بمؤسسة “الطارق” في الدار البيضاء.
وأشارت مجلة “نيتشر” إلى أن المغرب يتمتع بثروة فريدة من النيازك، بفضل صحرائه الشاسعة والمجتمعات المحلية التي تمتلك مهارات خاصة في التعرف على النيازك ذات القيمة النقدية. ومع ذلك، فقد كانت هذه الثروة تُصدر بشكل عشوائي للخارج نتيجة غياب القوانين، مما دفع شناوي إلى قيادة جهود حماية هذا التراث الوطني.
كما ذكرت المجلة أن الشناوي عملت على توثيق النيازك المغربية بالتعاون مع مختبرات دولية، لضمان منحها أسماء تعكس أصلها المغربي بدلًا من التسميات العامة مثل “شمال غرب إفريقيا” متبوعة بأرقام.
ووفقًا لما ورد في تقرير “نيتشر”، كرست الشناوي جهودها منذ عام 2000 لتطوير علوم الكواكب في المغرب، حيث أشرفت على تأهيل أكثر من عشرة طلاب دكتوراه في مجالات النيازك، الفوهات الناتجة عن الاصطدام، وأسطح الكواكب. ومع ذلك، يواجه هذا المجال تحديات كبيرة، من أبرزها نقص المعدات المتطورة وندرة المناصب الأكاديمية، لكن شناوي تواصل العمل على تعزيز مكانة المغرب العلمية.
وأشار التقرير أيضًا إلى أن حسناء الشناوي حصلت على الدكتوراه في علم النيازك من جامعة بيير وماري كوري في فرنسا، حيث تبلور شغفها بهذا المجال. وحظيت بتقدير دولي عندما أطلق عالم الفلك ميشيل أوري اسم “الكويكب شناوي” على أحد الكويكبات التي اكتشفها.