في أروقة نادي الرجاء الرياضي، يبدو أن عاصفة التغيير تلوح في الأفق، حيث تتصاعد الضغوط على الرئيس عادل هالا لاتخاذ قرارات مصيرية في ظل أزمة غير مسبوقة يعيشها النادي.
مع كل مباراة تمر دون تحقيق الانتصار، تتراكم السحب الداكنة فوق ملعب النادي، وتحوم الشكوك حول مستقبل المدرب البرتغالي ريكاردو سا بينتو، الذي يجد نفسه في قلب العاصفة.
الهزيمة الأخيرة أمام الجيش الملكي بهدفين دون رد، ضمن الجولة الأولى من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا، كانت النقطة التي أفاضت الكأس.
وبالتالي الجماهير، التي طالما اعتادت على رؤية فريقها ينافس على الألقاب، تعيش خيبة أمل متكررة، وصارت تطالب بصوت عالٍ بإحداث تغيير جذري يعيد للفريق هيبته المفقودة.
ورغم الانتقادات اللاذعة، يصر عادل هالا على المضي قدماً في رئاسته للنادي، معلناً رغبته في استكمال مشروعه وإنقاذ الفريق من عثرته.
ووفقاً لمصادر مطلعة، فإن هالا يرى أن الاستقرار الإداري هو مفتاح العودة إلى الطريق الصحيح، ويعتبر أن أي تغيير متسرع قد يفاقم الأزمة بدلاً من حلها.
لكن الرياح لا تسير دائماً بما تشتهي السفن، أصوات داخل المكتب المسير للرجاء بدأت تعلو، مطالبة بإقالة المدرب البرتغالي فوراً واستبداله بعبد اللطيف جريندو، ابن النادي الذي يحظى بشعبية جارفة بين الجماهير.
ويرى هؤلاء الأعضاء أن جريندو، بفهمه العميق لثقافة النادي ورؤيته الواضحة، هو القائد القادر على إعادة الروح للفريق في هذه المرحلة الحرجة.
ووصف البعض المدرب البرتغالي بـ”ضعيف التكتيك”، وأشاروا إلى أن استمراره على رأس الإدارة الفنية قد يُعمّق الجراح، خاصة بعد سلسلة من النتائج الكارثية، كان آخرها جمع خمس نقاط فقط من أصل 18 ممكنة في الدوري.
بالنسبة للجماهير الغاضبة، لم تعد المسألة مجرد أزمة نتائج، بل أزمة هوية تطال الفريق بأكمله.
وفي ظل هذا التوتر، يجد هالا نفسه أمام مفترق طرق. هل ينحني لضغوط المكتب المسير والجماهير ويضحي بالمدرب الذي اختاره بنفسه؟ أم يواصل الرهان على الاستقرار ويمنح سا بينتو فرصة أخيرة لتغيير الصورة؟ كل الخيارات على الطاولة، وكل قرار يحمل تبعات قد تحدد ملامح مستقبل الرجاء في الأسابيع المقبلة.