امتنع الجراح البريطاني إيان باترسون، الذي يقضي عقوبة بالسجن لمدة 20 عاماً، عن المثول أمام محكمة الطب الشرعي للإدلاء بشهادته في التحقيقات المتعلقة بوفاة 62 من مرضاه.
وقد برر رفضه بعدم قدرته على الوصول إلى بيانات المرضى الضرورية لتحضير شهادته.
خلفية القضية
ووفقاً لصحيفة “إندبندنت”، يُعتبر باترسون، المتخصص في الجراحات التجميلية للثدي، قد أُدين في عام 2017 بإجراء عمليات ضارة وغير ضرورية لعدد كبير من المرضى أثناء عمله كاستشاري في مستشفى سوليهال في برمنغهام.
وقد أثيرت تساؤلات حول ارتباطه بوفاة 62 مريضاً، مما أدى إلى تشكيل فريق متخصص من الخبراء الطبيين للتحقيق في أسباب تلك الوفيات الغامضة.
تقرير شامل
في تقرير نُشر عام 2020، تبيّن أن باترسون قد أخضع أكثر من 1000 مريض لعمليات جراحية ضارة، كما أنه اختلق أو بالغ في خطر الإصابة بسرطان الثدي لتبرير إجراء عمليات غير ضرورية، وفي بعض الحالات قام بإجراءات خاطئة.
الاستدعاء للمحكمة
وفي خطوة لاحقة، وجّهت المحكمة في برمنغهام كتاب استدعاء إلى إدارة السجن، طالبةً مثول باترسون (66 عاماً) أمامها للاستماع إلى ممارساته السريرية قبل بدء جلسات التحقيق الكاملة.
لكن النيابة العامة أفادت بأن باترسون رفض المثول أمام المحكمة، مدعياً أن ذلك لم يكن هدفه عرقلة سير التحقيقات، وهو ما اعتبرته عائلات المرضى المتوفين خطوة “غير مقبولة” و”فظيعة”.
تحقيقات مستمرة
وبحسب صحيفة “ذا غارديان”، كان من المقرر أن يتحدث باترسون في التحقيق الذي يقوده القاضي في محكمة برمنغهام وسوليهال للطب الشرعي، والذي يحقق في ما إذا كان 62 من مرضاه “ماتوا وفاة غير طبيعية نتيجة لأفعاله”.
ويُعتقد أن هذه القضية تعتبر واحدة من أكبر التحقيقات في تاريخ بريطانيا، مع إمكانية إضافة المزيد من الحالات في الأشهر المقبلة.
تأخر الموعد المحدد
للاحتواء على غضب عائلات الضحايا، أعلنت المحكمة أنها ستحدد موعداً لاحقاً لاستدعاء باترسون بعد الحصول على الملفات المحفوظة في عيادته المقفلة بعد سجنه
ومع ذلك، ألمحت المحكمة إلى أن الموعد المقبل سيكون بعيداً ويتطلب بعض الوقت، نظراً لعدم امتلاكها صلاحيات قانونية مباشرة للحصول على المستندات.