تعيش مدينة تنغير حالة من الاستياء المتزايد بين سكانها بسبب الضجيج المفرط الناجم عن الدراجات النارية، خاصة في ساعات الليل المتأخرة، مما يحرم المواطنين من حقهم في الراحة والسكينة العامة.
وقال عبد الرحمان آيت عيسى، من ساكنة القطب الحضري، إن ظاهرة الدراجات النارية المزعجة تفاقمت خلال شهر رمضان، حيث يعمد بعض الشباب إلى تعديل محركات دراجاتهم بطريقة تجعلها تصدر هديرا مرتفعا يخترق جدران المنازل ويسبب الإزعاج للجميع، خاصة كبار السن والأطفال والمرضى.
وأضاف آيت عيسى، في تصريح لهسبريس، أن العديد من المواطنين عبروا في أكثر من مناسبة عن استيائهم الشديد من هذه الممارسات غير المسؤولة، مشيرين إلى أنها تتسبب في اضطرابات النوم وتؤثر سلبا على صحتهم النفسية والجسدية، كما تعيق تركيز التلاميذ على دراستهم.
وناشد المواطنون الغاضبون مصالح الأمن الوطني التدخل العاجل لوضع حد لهذه الظاهرة المقلقة من خلال تكثيف الدوريات الأمنية وتطبيق القانون بصرامة على المخالفين، مع فرض غرامات مالية رادعة على كل من يخالف قوانين السير ويتسبب في الإزعاج العام.
من جهتها، قالت جميلة مهتدي، من ساكنة بوكافر، إن ظاهرة ضجيج الدراجات النارية في الليل أصبحت تقلق الصغار قبل الكبار، مشيرة إلى أن المراهقين يقومون بحركات بهلوانية ويقودون بسرعة مفرطة في الشوارع والأماكن العمومية، ملتمسة من رئاسة الأمن الجهوي بورزازات إرسال تعزيزات أمنية من أجل التصدي لهذه الظاهرة.
وأضافت المتحدثة ذاتها أن هذه الظاهرة عادت فقط في الشهرين الأخيرين، موردة أن المدينة كانت تعرف بهدوئها قبل ذلك وكانت الحياة فيها جميلة، طالبة أيضا من أولياء وآباء أصحاب الدراجات النارية مراقبة أبنائهم لتفادي حدوث كوارث وحوادث سير خطيرة تتسبب في إزهاق أرواحهم وأرواح غيرهم.
يذكر أن قانون السير بالمغرب يمنع استخدام المركبات المعدلة التي تصدر ضجيجا مفرطا، ويفرض عقوبات على المخالفين، لكن غياب المراقبة المستمرة وضعف تطبيق القانون ساهما في انتشار هذه الظاهرة بشكل ملحوظ في العديد من المدن المغربية، من بينها تنغير.
مصدر أمني مسؤول كشف أن مصالح الأمن الوطني بمفوضية الشرطة بتنغير تعمل جاهدة من أجل محاربة مخالفات أصحاب الدراجات النارية، مضيفا أن المصالح الأمنية التابعة لمصلحة السير والجولان، وبتعليمات من رئاسة الأمن الجهوي بورزازات، قامت خلال شهر رمضان بتحرير مجموعة من المخالفات ضد أصحاب الدراجات النارية.
وأضاف المصدر ذاته، الذي فضل عدم البوح بهويته للعموم، أن مختلف الأجهزة الأمنية بتنغير، تحت إشراف رئيس الأمن الجهوي بورزازات، تقوم بشكل يومي وخلال فترة الليل بتعقب أصحاب الدراجات النارية الذين يقومون بمخالفات في الشوارع والأزقة، وتواصل جهودها من أجل مكافحة كل الظواهر المشينة التي تسبب قلق المواطنين.
يذكر أن الإدارة العامة للأمن الوطني قامت مؤخرا بتعيين أوضيوز لهريش، الرئيس السابق لمفوضية الشرطة بتنغير، نائبا لرئيس الأمن الجهوي بورزازات، فيما تنتظر المدينة تعيين مسؤول أمني جديد على رأس المفوضية، وذلك في إطار ضخ دماء جديدة في هذا الجهاز الأمني الوطني.