رغم الانتقادات التي تطال صناعة الأفلام التجارية من قبل النقاد الذين يصفونها بـ”الرديئة”، يدافع العديد من الممثلين والمخرجين على أهمية التنوع في دور العرض، ووجودها للترفيه على الجمهور الذي يبحث عن البساطة، خاصة وأنها تحقق نجاحا كبيرا في شباك التذاكر بالقاعات السينمائية المغربية.
ويعتبر صناع السينما أن الأهم في التجربة المغربية وفرة الإنتاجات بغض النظر عن تصنيفها، غير ممانعين الاشتغال في أعمال كوميدية خفيفة خارج خانة أفلام سينما المؤلف التي تحمل قيمة فنية تخولها الدخول في المنافسات الدولية والوطنية بالمهرجانات، وتنقل عادة قضية اجتماعية أو إنسانية، على الرغم من عدم تعميرها القاعات السينمائية التي تصمد فيها الأفلام الكوميدية.
الممثل سعيد باي قال في حديثه للجريدة إنه يجب اليوم الافتخار بوفرة الإنتاجات الفنية سواء انتمت إلى سينما المؤلف أو الأفلام التجارية، عادا أنه في الوفرة سيخلق التنوع والتميز.
ودافع فركوس عن الأفلام السينمائية التجارية، خاصة وأنها تحظى بمتابعة ولها جمهورها بحسبه، مشيرا إلى أن قلة الأفلام التاريخية يرتبط بحاجتها إلى إنتاج ضخم.
وأضاف فركوس في تصريح لجريدة “مدار21” أنه خلال كل 10 سنوات تحصل طفرة على مستوى الإنتاجات، إذ بحسبه هناك تطور على مستويات الصورة والصوت والممثلين والسناريو والإخراج.
وأبرزت الممثلة كريمة غيث أن كل الأعمال تقابلها تخضع للنقد من قبل الجمهور بغض النظر عن الصنف الذي تنتمي إليه.
واستحضرت غيث في تصريح للجريدة التجربة المصرية التي تعد قوية، مردفة: “تصنع كثيرا أفلام شباك التي تكون كوميدية وناجحة، لذلك لا يجب أن نبالغ في انتقادنا لمنتوجنا الفني، ونتابعه قبل إصدار الحكم عليها ونشجعه”.
من جانبه المخرج السينمائي داود ولاد السيد، الذي يشتغل على أفلام سينما المؤلف، لا يرفض إشرافه على إخراج فيلم تجاري إذا كان هناك ما يبرر صناعته من حيث الموضوع وتتوفر فيها المعايير المطلوبة.
ولا يمانع الممثل أيوب كريطع المشاركة في فيلم تجاري، شريطة أن يكون الاختيار ينبني على موضوع يستحق التطرق إليه.
وأشار كريطع في تصريحه للجريدة إلى أن فيلم “سبايدرمان” كان تجاريا لكنه بإنتاج كبير وضخم، مبرزا أن الأفلام التجارية تعتمد في صناعتها على مواضيع بسيطة حالمة بتوظيف الحركة والإبهار.
وأضاف: “من الممكن أن أشارك في فيلم تجاري فقط يجب أن يكون مكتمل العناصر، والعديد من الأفلام التجارية في المغرب حققت نجاحا كبيرا وكانت تستحق المشاهدة”.
وكان المخرج لطفي آيت الجاوي تحدث لجريدة “مدار21″ عن تألق الأفلام التجارية التي توصف بـ”الرديئة” من قبل النقاد، في ظل عدم الإقبال على أفلام سينما المؤلف، قائلا: “أنا ضد أن يطلق عليها وصف الأفلام الرديئة، وأشجع على التنوع الذي يعد مطلوبا وترك الاختيار والحكم للجمهور”.
وكان الفريق الحركي انتقد في تقديم رأيه حول مشروع قانون رقم 18.23 الذي يتعلق بالصناعة السينمائية وبإعادة تنظيم المركز السينمائي المغربي، هيمنة الأفلام التجارية على القاعات السينمائية، وغياب معالجة قضايا تستأثر باهتمام المشاهد، مما أدى إلى تراجع السينما المغربية في السنوات الأخيرة.