تصوير ومونتاج: يوسف فائز
يطل الممثل صويلح على الجمهور المغربي خلال الموسم الرمضاني الحالي من خلال مسلسل “زواج ليلى تدبيرو عام”، الذي يبث عبر شاشة القناة الأولى، حيث يشهد العمل توليفة بين جيل الشباب والرواد.
في هذا الحوار مع “العمق” يتحدث صويلح عن أصداء عمله التلفزيوني الأخير وسبب عدم مشاركته الكثيرة في الأعمال التلفزية، وجدل احتكار بعض الأسماء للشاشة الصغيرة وخلافاته مع بعض زملائه والعديد من كواليس الوسط الفني.
كيف كانت أصداء “زواج ليلى تدبيرو عام”؟
كانت أصداء طيبة، الجمهور تفاعل بشكل إيجابي مع الحلقتين التين تم عرضهما، هو عمل خفيف ومقبول، ولقي فريقه الفني، الذي ضم بعض الوجوه التي غابت عن الشاشة مثل فاطمة وشاي وفتيحة وتيلي، إعجاب الجمهور الذي أشاد بذلك.
لماذا لا نراك في الأعمال التلفزية كثيرا؟
لا يمكنني أن أفرض نفسي على أحد، أنا أشتغل مع من يتواصل معي، وهذا مشكل كبير مطروح ولا يخصني وحدي، هناك العديد من الفنانين الذين تم تهميشهم ولم يشاركوا في أي عمل فني لمدة 4 سنوات، أتمنى أن تكون هناك التفاتة لمن لازالوا في أوج عطائهم، ولا أفهم سبب استبعادهم.
الفن هو مصدر عيش العديد من الفنانين، الذين لا يُجيدون القيام بشيء غيره، بالنسبة لي أنا لا أعول عليه مئة بالمائة وأشتغل في مجالات آخرى لتوفير لقمة عيشي.
هل هناك جهة معينة تتعمد استبعادك وتهميشك؟
لا ليس هناك أي جهة معينة تتعمد استبعادي، لدي علاقات طيبة مع جميع من في الوسط الفني، لم يسبق أن واجهت أي مشكلة مع شركات الإنتاج، ربما يغيب عنهم أن صويلح يمكن أن يجيد الأدوار الدرامية أيضا وليس متخصصا في الكوميديا فقط، وقد أثبتت ذلك خلال مشاركتي في المسلسل الدرامي الاجتماعي “عايشة”.
هل أخذت حقك في الساحة الفنية؟
بيني وبين نفسي أرى أنني لم أخذ المساحة التي كنت أستحقها، ربما الناس لا تعرف أنه بإمكاني القيام بالكثير من الأدوار والشخصيات، أحاول أن أقوم بأداء عملي على أكمل وجه أحفظ نصوصي بشكل جيد ولم يسبق أن ارتكبت أخطاء وعطلت التصوير، إذا أعطيت الفرصة للبعض يمكن أن يقدموا إضافة للعمل.
هل أنت راض عن حجم اسمك وشهرتك بعد 15 عاما في المجال الفني؟
لم تكن الشهرة هدفي الأساسي عندما اخترت ولوج مجال التمثيل، لذلك لا تشكل هاجسا بالنسبة لي، أعتبر نفسي “طالب معاشو” في الميدان، لأن الفن في المغرب يحتاج إلى الكثير من الأمور ليستحق هذه الكلمة، والأمور التي تقع في الكواليس وخبايا قطع الأرزاق لاعلاقة لها بالفن الذي من المفترض أنه يدل على كل ما هو جميل.
هل سبق أن قطع بعض الأشخاص رزقك؟
في بعض الأعمال يكون إسمي مقترحا ويتم تغييره دون منحي فرصة التجربة والحكم علي، ويتم منح الدور لشخص آخر من معارفهم، لا أنزعج من ذلك لأنني أؤمن بأنه لم يكن مكتوبا لي، يحصل ذلك لأنه ربما أنا شخص معزول ولا أدخل نفسي في متاهات يمكن أن تجعلني شخصا لا يغادر التلفزيون.
أتمنى أن تنتهي مثل هذه الممارسات في الوسط الفني وأن يكون هناك تلاحم وحب بين الفنانين، لأنني أرى أن هناك حسدا وبغضا بينهم.
هل لدينا نجوم في المغرب؟
النجوم في السماء، في المغرب يمكننا القول أن هناك أشخاص يمارسون هذه المهنة، لأن النجومية تحتاج إلى توفر العديد من الشروط الفنية والأخلاقية، هناك فنانون يظهرون عكس ما يضمرونه في قلوبهم، البعض جعلني أتمنى لو أنني لم ألتقي به وظلت الصورة التي كنت أرسمها له كما هي، لأنني صدمت من طريقة تعاملهم مع الناس ومحاربتهم لزملائهم.
هل تابعت الأعمال الفنية الرمضانية؟
لا أتابع الأعمال الفنية بشكل عام سواء المغربية أو الأجنبية في شهر رمضان الذي أحاول أن أكون معزولا فيه، أشاهد لقطات فقط.
ما رأيك في جدل احتكار بعض الأسماء لشاشة التلفزيون؟
الاحتكار بالنسبة لي هو أن تأخذ الدور بـ”الكولسة” والقوة، الممثل يشتغل في العمل الذي يتم التواصل معه حوله، هو غير مسؤول عن البرمجة التي يمكن أن تضع عدة أعمال له صورت ربما في أوقات زمنية مختلفة في نفس الشهر.
المسؤول عن تكافؤ الفرص بين الممثلين هم شركات الإنتاج والقنوات التلفزية، التي لديها علم مسبق ببرنامج كل ممثل وعليها أن تقسم الأعمال بين أبناء الوسط بشكل متوازن، حتى لا يعاني البعض من البطالة، الإشكال هو أن هناك من يريد الاشتغال مع ممثل معين فقط وآخرون يرون أنه الأنسب لدور ما.
هل الانتقادات الموجهة لدنيا بوطازوت “مشروعة” أم “حملة ممنهجة”؟
الانتقادات لا تغير أي شيء، دنيا بوطازوت مطلوبة لأنها ناجحة في أعمالها ويعلمون أنها ستكون إضافة للعمل، هل هي الوحيدة التي ظهرت في عدة أعمال؟ لماذا تم التكلم عنها دون غيرها؟ من أراد التكلم عن هذا الموضوع فعليه الحديث عن الجميع وليس مهاجمة شخص واحد فقط.
على الممثل الذي يشعر أنه مظلوم أن يتحدث عن نفسه ويطلب إنصافه بعيدا عن تتبع الآخرين.
هل صحيح أن لديك خلافات كثيرة من زملاءك الفنانين؟
كثيرة؟ هذا الوصف مبالغ فيه، لدي نقاشات بسيطة والسبب وراءها دائما ما يكون مطالبتي بحقوقي، لا أتعمد إحداث المشاكل مع أحد وأتحدى أن يقول أي أحد عكس ذلك.
ما هو مجال عملك خارج المجال الفني؟
التجارة، كنت أتاجر قبل دخولي للمجال الفني وحافظت على ذلك بعد دخولي له.
آلا تحقق الأجور في المجال الفني عيشا كريما؟
لا يجب نكران خير المجال، يمكن أن يعيش الفنان ويؤمن مستقبله من الفن، الأمر مرتبط بالأعمال التي يقوم بها، لكنه غير مضمون قد لا تشتغل لمدة أشهر أو لسنوات، لذلك أحاول أن أوازن بينه وبين التجارة.
ما هو أعلى أجر تقاضيته في المجال الفني؟
10 ملايين سنتيم، ليست في يوم واحد وإنما في عمل تطلب مجهودا وعملا لأيام.
ما سبب الخلاف الذي وقع بينك وبين المغني “ديستانك”؟
كنت المسؤول عن تقديم فقرات حفل بمهرجان في المحمدية، طُلب مني بناء على تعليمات أمنية أن أتدخل لمنع “ديستانك” من الاستمرار في الغناء، لأنه تجاوز الوقت المسموح له به، انتظرت إلى حين انتهائه من أداء إحدى الأغاني وقمت بشكره حتى لا ينتقل إلى أغنية أخرى، لكنه لم يتقبل ذلك هو ومدير أعماله فشب خلاف بسيط، كان هناك نظام يجب أن يتم احترامه ولم أقم بذلك من تلقاء نفسي.
هل صحيح أن الخلاف تحول لعراك بالأيدي وأنك تقدمت بشكاية ضده؟
لا غير صحيح، كل ما تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي غير صحيح، وتمت المبالغة في الواقعة.
هل صحيح أن الممثل محمد الخياري يحارب الكوميديين الشباب؟
كيف يحاربهم؟ يجب على من يدعي ذلك أن يقدم أدلة على اتهاماته، الخياري فنان كبير كنت أحلم بالسلام عليه في طفولتي، والآن أشتغل معه في عدة مناسبات، أنا وسفيان نعوم خريج “ستانداب”، وتواصل معي مؤخرا من أجل مسرحية، وطلب مني أن يكون معنا فيها أحد خريجي البرنامج.
أكن للخياري التقدير والاحترام، أضحكنا وعشنا معه وعدد من الفنانين نوستالجيا جميلة، لو كان يحارب لحاربني أنا، ولم يعمل مع مجموعة من الشباب، أحيانا تكون هناك حسابات يحاول البعض تصفيتها بهذه الإشاعات من أجل تشويه سمعة شخص ما، الظلم ظلمات وعند الله تجتمع الخصوم.
لماذا لا تشارك حياتك الخاصة مع الجمهور؟
لأنها حياتي الخاصة، إذا أدخلت الجمهور إليها فعليك أن تتحمل مسؤولية ذلك، وأن لا تستغرب من سب البعض لأمك وابنتك وزوجتك مستقبلا، من يريد الحفاظ على أسرته وهيبته ومروءته يجب أن يترك حياته الشخصية بعيدة عن مواقع التواصل الاجتماعي؟
هل تخاف من الموت؟
لا يخيفني الموت بحد ذاته لأنني أعلم أنه شيء حتمي، أخاف من أن أموت وأنا غير مستعد للقاء الله وأن لا يكون راض عني.
كلمة أخيرة
أقول للجمهور المغربي داخل وخارج أرض الوطن، أن الفنان بحبكم ودعمكم يستمر، وستكون لدي العديد من الأعمال التي ستنال إعجابكم إن شاء الله.