في ظل المنافسة المتزايدة مع تطبيقات النقل الحديثة مثل “InDrive” و”Careem” و”Yango”، أطلق قطاع سيارات الأجرة التقليدية في المغرب مبادرات تكنولوجية جديدة تهدف إلى استعادة موقعه في السوق.
هذه المبادرات تأتي بدعم من وزارة الداخلية التي أصدرت دورية حديثة في أكتوبر 2024 تدعو فيها لتحسين جودة الخدمات وتحديث القطاع، الذي يضم حوالي 77,000 سيارة أجرة صغيرة وكبيرة على المستوى الوطني.
استراتيجية جديدة لمواجهة التحديات
الوزارة دعت، عبر سلسلة من الاجتماعات مع المهنيين، إلى اتخاذ إجراءات ملموسة لتحسين الخدمات، بما في ذلك تنظيف المركبات، استخدام العداد بشكل إلزامي، وتنظيم العمل في المحطات الرئيسية. إلى جانب ذلك، شجعت الوزارة على تبني التكنولوجيا عبر تطبيقات حديثة مثل “Taxi Sahbi”، وهو تطبيق مغربي 100% تم تطويره بواسطة مهندسين مغاربة.
“طاكسي صاحبي”: الرهان الرقمي لقطاع الأجرة
يمثل تطبيق “تاكسي صاحبي” خطوة بارزة للقطاع التقليدي نحو الرقمنة، حيث يهدف إلى تحسين العلاقة بين السائقين والركاب من خلال خدمات الحجز المسبق، وتتبع الرحلات، والدفع الإلكتروني. ويؤكد المسؤول النقابي صادق بوجعرة أن التطبيق “يجسد رؤية جديدة لتحديث القطاع وتلبية توقعات الركاب”.
المسار نحو النقل الأخضر
إلى جانب التحول الرقمي، يتم التركيز على تجديد الأسطول الحالي لتلبية المعايير البيئية، حيث تم تحديث 80% من المركبات بدعم حكومي. ومع ذلك، لا يزال هناك تحدٍ في تحديث 20% المتبقية التي تواجه مشكلات قانونية.
الطريق إلى المستقبل
بين التكنولوجيا الحديثة والمعايير البيئية، يبدو أن قطاع سيارات الأجرة التقليدي يمتلك فرصة حقيقية لاستعادة ثقته بين الركاب.
ومع دخول المغرب في مرحلة استثمار واسعة بقيمة 11 مليار درهم لتطوير النقل الحضري استعدادًا لاستضافة كأس العالم 2030، يبقى التحدي في التوفيق بين جودة الخدمة، الاستدامة، والتكيف مع التكنولوجيا الحديثة.