الثلاثاء, أبريل 1, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيصباح العيد يا مغرب..

صباح العيد يا مغرب..


صباح العيد، كعادة الحياة بين الدروب وأزقة الأحياء الشعبية، نعيش تفاصيل يوم ليس كسائر الأيام، يوم ينتظره الجميع بفارغ الصبر، حيث تحين الساعة السابعة والربع صباحًا، موعد إقامة صلاة العيد.

صلاة العيد تعيد الكثير من الذكريات، إذ يجتمع أبناء الحي المغتربون الذين أخذتهم مشاغل الحياة وأقدارها، فنلتقي بهم داخل المسجد، كل واحد منهم تربطنا به ذكريات جميلة. تبدأ الصلاة بتكبيرات العيد، ثم تُقام بركعتين، تليهما خطبة العيد التي تنتهي بالتسامح والمغفرة والتبريكات واللقاءات التي يترقبها أبناء الحي بشغف كبير.

بعد الصلاة، تُخصص لحظة أمام المسجد لتبادل التهاني والتبريكات، والتقاط الصور التذكارية مع أبناء الحي، واسترجاع الذكريات التي كنا جميعًا جزءًا منها.

الساعة تشير إلى الثامنة والنصف، وقد انتهت صلاة العيد، فنعود إلى منزل العائلة للقاء الوالدين والإخوة، حيث يجتمع الجميع حول مائدة تحوي حلويات العيد والشاي الذي يتصدر المشهد، والوالدة تلعب دور الساقي، توزّع كل كأس في مكانه المناسب بحرص واهتمام.

القدر الذي فرقنا إلى أماكن متباعدة، يعيدنا صباح العيد إلى جذورنا، إلى المكان الذي كنا نفرح فيه بملابس العيد، بأجوائه المميزة، بحلوياته، وبتجمعاته، نستعيد ذكريات نتمنى لو عاد الزمن بها إلى الوراء.

للأطفال في صباحية العيد مكانة خاصة، فهم يحظون برعاية الجميع، ويحصلون على مبالغ نقدية من أفراد العائلة، لينطلقوا مسرعين إلى بقال الحي لشراء ما يشتهون. هي عادات موروثة من جيل إلى جيل، وإن بدأت تتراجع، إلا أنها ما تزال حاضرة في أحيائنا الشعبية.

الساعة تشير إلى العاشرة والنصف، نتوجه إلى منزل عمي، ثم إلى منزل خالي.. هي عادة العيد التي ورثناها عن والدنا، لصلة الرحم، قبل العودة إلى المنزل لحضور وجبة الغداء بعد منتصف النهار.

انتهى صباح العيد، ونضرب له موعدًا في العام القادم، إن أطال الله في أعمارنا، ليكون فرصة جديدة للقاء يجمعنا بوجوه اشتقنا إليها، فالعيد يعيدها، ويعيدنا لننسج خيوط الود والمحبة من جديد.

 

عيدكم مبارك سعيد، وكل عام والأمة الإسلامية بألف خير.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات