حذر مرصد المحتوى الرقمي من تنامي ظاهرة الاحتيال الرقمي بالمغرب، حيث تُستخدم خدمات تعبئة الرصيد (Recharge) بشكل خطير كوسيلة لتبييض الأموال المتحصلة من عمليات نصب رقمية متقنة تستهدف المواطنين، خصوصاً الفئات الهشة وغير المتمكنة من أساسيات الأمن الرقمي.
و أوضح المرصد أن هذه العمليات لا تتم بشكل مباشر، بل تعتمد على خطة نفسية مُضلِّلة، حيث يتلقى الضحية اتصالاً من شخص يدّعي أنه موظف تابع لمؤسسة رسمية أو خيرية، ويُخبره بأنه مستفيد من دعم مالي. ثم يُطلب من الضحية بكل بساطة أن يمنح “رمزاً سرياً صغيراً” سيصله في رسالة نصية لتأكيد استحقاقه لهذا الدعم.
لكن في الواقع، يكون هذا الرمز هو رمز تأكيد عملية تعبئة أو تحويل مالي تم تنفيذها من رصيد أو حساب الضحية نفسه، وبعد مشاركة الرمز، يُفاجأ الضحية باختفاء مبلغ مالي مهم، دون أن يكون قد قام بأي عملية بنفسه.
شركات الاتصالات في قفص الاتهام
حمّل مرصد المحتوى الرقمي شركات الاتصالات الوطنية جزءاً من المسؤولية، مؤكداً أن خدمة التعبئة تُستغل بشكل واسع من طرف المحتالين، دون وجود أي نظام مراقبة حقيقي للعمليات الكبيرة أو المتكررة، مما يجعل من السهل تبييض مبالغ مالية هامة دون إثارة أي شكوك.
دعوة لفرض قيود تقنية صارمة
و أكد المرصد أن الحل العملي يبدأ من وضع قيود حقيقية لتأمين عمليات التعبئة، خصوصاً:
- عندما تتجاوز العملية 200 درهم.
- أو عندما يتم تنفيذ تعبئات متعددة في وقت قصير من نفس الرقم.
- ضرورة تعليق العملية مؤقتاً إلى حين تأكيد الهوية أو الموافقة عبر تطبيق رسمي.
تفعيل نظام تنبيهات فورية وتحذيرات قبل تنفيذ أي عملية تعبئة غير اعتيادية.
نصائح للمواطنين للوقاية:
- لا تمنح أي رمز توصلك به عبر SMS أو واتساب لأي شخص مهما ادعى.
- لا تثق في أي مكالمة تدّعي أنها من جهة رسمية وتعدك بدعم مالي مقابل “رمز”.
- في حالة الشك، أوقف المكالمة فوراً وتواصل مع وكالتك البنكية أو شركة الاتصالات.
- بلّغ فوراً عن أي سلوك أو اتصال مشبوه للجهات الأمنية المختصة أو عبر المنصات الإلكترونية الرسمية.
ختم رسمي من رئيس المرصد :
و ختم رئيس مرصد المحتوى الرقمي، السيد أحمد النميطة البقالي، بيانه قائلاً:
“لا يمكننا القضاء على الاحتيال الرقمي دون تكاثف الجهود بين شركات الاتصالات، الجهات الأمنية، والمؤسسات الإعلامية، إلى جانب وعي المواطن. الحل يبدأ بفرض قيود حقيقية على عمليات التعبئة المشبوهة، خاصة التي تفوق 200 درهم، واعتماد نظام تنبيهات وتحقق، مع تعميم حملات التوعية الرقمية على نطاق واسع. الأمن الرقمي اليوم لم يعد خياراً، بل ضرورة وطنية ملحة.”
المصدر : فاس نيوز ميديا
