في أعقاب أكثر من 15 شهرًا من الحرب المدمرة، بدأ سكان غزة بالعودة إلى ديارهم ليجدوا أن معظمها قد تحول إلى أنقاض، وذلك في اليوم الأول من وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل. المشهد الذي يواجهه العائدون يعكس حجم الدمار الهائل الذي خلفته الحرب، حيث تحولت أحياء بأكملها إلى ركام.
مشاهد العودة وسط الدمار
تقول وفاء الحبيب، وهي لاجئة من مدينة غزة اضطرت إلى الانتقال إلى خان يونس بسبب القصف: “أريد فقط العودة. اشتقت كثيرًا إلى غزة وأحبائنا”. وفي مشهد آخر، كان رجل يقود سيارة مليئة بالأمتعة ويصرخ بسعادة: “إنها أعظم فرحة… أنا عائد إلى رفح!”، في إشارة إلى مدينته الواقعة جنوب القطاع على الحدود مع مصر.
في شمال قطاع غزة، الذي شهد دمارًا واسعًا بسبب القصف الإسرائيلي، يسير النازحون وسط شوارع مغطاة بالأنقاض والخرسانات المدمرة. ومع ذلك، أظهرت بعض المجموعات روحًا معنوية عالية، حيث غنى الشباب ورفعوا علامة النصر “V” احتفالًا بوقف إطلاق النار.
معاناة النازحين خلال الحرب
الحرب أجبرت غالبية سكان غزة البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة على النزوح المتكرر. لجأ الكثير منهم إلى مخيمات مؤقتة أو مدارس تحولت إلى ملاجئ. تقول مها عبد، وهي نازحة في مخيم الموازى جنوب القطاع: “نحن مرهقون. لا أريد قضاء ليلة أخرى في هذه الخيمة”. كانت تنتظر زوجها للعودة إلى رفح عندما طلب منها الانتظار بسبب استمرار إطلاق النار.
وفي جباليا، التي كانت مركزًا للهجمات الإسرائيلية منذ أكتوبر 2023، عاد وليد أبو جياب ليجد منزله مدمرًا بالكامل. يقول بحزن: “لم يتبق شيء. المكان أصبح غير صالح للعيش”. على الرغم من ذلك، يبدي البعض مثل فؤاد أبو جلبوعة تصميمًا على إعادة البناء قائلاً: “بفضل عزيمتنا وإيماننا، سنعيد بناء كل شيء”.
دمار غير مسبوق ومستقبل إعادة الإعمار
وفقًا للأمم المتحدة، فإن حجم الدمار الذي خلفته الحرب في غزة يعد “غير مسبوق في التاريخ الحديث”، ما ينبئ بعملية إعادة إعمار طويلة ومكلفة للغاية. وتفيد تقارير بأن سكان الثلث الشمالي من القطاع لن يتمكنوا من العودة إلا بعد الأسبوع الأول من الهدنة وانسحاب القوات الإسرائيلية من تلك المناطق.
تحديات الحاضر وآمال المستقبل
في الوقت الحالي، لا تزال القوات الإسرائيلية تقسم القطاع عند “ممر نتساريم” جنوب مدينة غزة. وفي الوقت نفسه، بدأت بعض الجرافات في مدينة غزة بإزالة الأنقاض تمهيدًا لإعادة الإعمار. ورغم حجم الدمار الهائل، يؤكد سكان القطاع تصميمهم على إعادة بناء حياتهم ومنازلهم.
عن موقع: فاس نيوز