بالتقاليد الأمازيغية وتراثها، استقبل السفير اللبناني بالمغرب، زياد عطا الله، العديد من الشخصيات الدبلوماسية والثقافية في مسكنه للاحتفاء بالسنة الأمازيغية الجديدة، بإشراف من رئيس جمعية الحسيمة الكبرى، المحجوب بن سيعلي.
وقال السفير اللبناني، زياد عطا الله، إنها “من المرات القليلة التي أستضيف فيها مناسبة تكون فكرتها آتية من مصدر غيري، فعادة ما أرسم لكل مناسبة إطارها السياسي أو الدبلوماسي أو الثقافي أو الاقتصادي، أو الاجتماعي، أو الاغترابي، وأشرع في تنفيذها مع الأصدقاء والشركاء، أما هذه المناسبة فكانت فكرة الصديق المحجوب بن سيعلي”.
وأضاف السفير في كلمة ألقاها أمام الحاضرين، أنه لم يتردد في الموافقة على طلب المحجوب، خاصة لأهمية هذا الحدث الوطني، مشبها تنوع ثقافة وحضارة المملكة بلبنان الذي يتكون من كل الأديان والطوائف والمذاهب.
وقال عطا الله خلال كلمته: “ما أجملها وحدة وما أصدقها تنوعا عندما تعبر كل منطقة وسكانها عن خصوصيتها وعندما يعبر كل إقليم وقاطنوه عن تميزهم بتعلقهم بالمغرب وانتمائهم إليه وتفانيهم من أجله”.
واسترسل المسؤول ذاته قائلا: “أبهى مظاهر التنوع الثقافي واللغوي والتفرد بالزي واللكنة واللهجة والألوان والعادات تتجلى في تباهي المواطن بتعلقه بوطنه الواحد الحامي وحدوده ووحدته وسيادته”.
بدوره، أكد رئيس جمعية الحسيمة الكبرى، المحجوب بن سيعلي، إن الاحتفاء بالسنة الأمازيغية مع سفارة لبنان لم يأت من فراغ أو بشكل اعتباطي، إذ يرجع إلى العلاقة التاريخية التي تجمع المغرب ولبنان، والتي تعد علاقة ضاربة في التاريخ وفي العمق الحضاري والثقافي والإنساني.
وأضاف بخصوص اختياره سفارة لبنان للاحتفاء بالسنة الأمازيغية: “لأن لبنان تتميز بحضورها القوي على المستويين الفني والثقافي، إذ تشكل إلى حدود اليوم، قبلة للفنانين والمبدعين”.
وأردف بن سيعلي: “ونحن الأمازيغ نبحث اليوم عن توطين هذه الثقافة ليس فقط على المستوى الوطني، بل نريد تسويق هذه الصورة الجميلة للمغرب عن طريق سفارة لبنان التي تحظى بالتقدير ولها علاقة الطيبة مع مجموعة من التمثيليات والهيئات الدبلوماسية التي تشتغل في المغرب”.
وواصل حديثه للجريدة قائلا: “اليوم نحتفل بربع قرن من الرعاية الملكية السامية لملف الأمازيغية. ونحن كأمازيغ ومغاربة فخورون جدا ورغبنا في تقاسم هذه الفرحة مع أشقائنا العرب، ونقل ما يميزنا من التنوع الثقافي واللغوي.
وحضر هذا الحفل بعض الأسماء الفنية وضمنها الممثلة ماجدة زبيطة، التي صرحت لجريدة “مدار21″ أنها سعيدة بالحضور في حفل للسنة الأمازيغية، و”نتشرف باحتفال سفير دولة سفير لبنان بهذه الذكرى في بلدنا بمبادرة من رئيس جمعية الحسيمة الكبرى المحجوب بن سيعلي”.
وتابعت: “شكرا لأنه فكر في الاحتفاء بهذه الطريقة عن طريق سفارة لبنان، وهذا يدل على تبادل الثقافات بين الشعبين، والحب والود الذي تطبع علاقتهما”.
يذكر أن هذا الاحتفاء حضرته مجموعة من الشخصيات السياسية، وأبرزها سفراء اليمن، وفلسطين، وإيرلندا، وألمانيا والأردن، والسودان، والعراق.
وقد شهد هذا الحفل تكريم العديد من الشخصيات التي ساهمت في الدفاع عن الهوية الأمازيغية، وضمنها الإعلامية بالقناة الأولى زبيدة فتحي، والمنتج السينمائي عبد الرحيم هربال، وغيرها.