كشفت دراسة حديثة أن شعور الشريك بالسعادة قد يساهم في خفض مستويات التوتر لديك، حيث أظهرت الأبحاث أن ارتفاع المشاعر الإيجابية لدى أحد الزوجين يؤدي إلى انخفاض إفراز هرمون الكورتيزول، وهو الهرمون الأساسي المسؤول عن التوتر. واللافت أن هذا التأثير يفوق حتى تأثير المشاعر الإيجابية التي يختبرها الشخص بنفسه.
واعتمدت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة كاليفورنيا، على تحليل بيانات 321 زوجًا من كبار السن في كندا وألمانيا، حيث تراوحت أعمار المشاركين بين 56 و87 عامًا، وكان متوسط مدة زواجهم 43 عامًا. وخلال البحث، طُلب من المشاركين تعبئة استبيانات عدة مرات يوميًا لمدة أسبوع، تزامنًا مع تقديم عينات من اللعاب لقياس مستويات الكورتيزول، وذلك لضمان دقة النتائج دون تأثير أحد الشريكين على الآخر.
وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين شعروا بإيجابية أكثر من المعتاد سجلوا مستويات أقل من الكورتيزول، لكن الأثر كان أقوى عندما أفاد الشريك بمشاعر إيجابية متزايدة. وبعبارة أخرى، فإن الحالة المزاجية الجيدة للشريك قد يكون لها تأثير مباشر على صحة الطرف الآخر، حتى وإن لم يكن يشارك نفس المشاعر الإيجابية.
وتشير الدراسة إلى أن هذا التأثير يمتد ليشمل إجمالي إنتاج الكورتيزول اليومي، حيث تبين أن الأشخاص الذين كان شركاؤهم أكثر سعادة طوال اليوم، أظهروا مستويات أقل من الكورتيزول على مدار اليوم بالكامل. وبرز هذا الارتباط بشكل أوضح بين الأزواج الأكبر سنًا الذين أفادوا بأنهم يعيشون علاقات سعيدة، مما يؤكد أهمية دعم الشريك نفسيًا لتعزيز الصحة العامة وتقليل التوتر.