كنا نركب البهائم قبل أن تدخل الينا فرنسا السيارة والدراجة، حتى زعموا بهتانا أن السلطان مولاي عبد العزيز باع سبتة ومليلية مقابل دراجة هوائية فيما يعود الفضل للفرنسي كابرييل ليفي سنة 1901 كأول فرنسي ادخل السيارة الى المغرب.
وجنى ثروة كبيرة من تجارة السيارات.
هذا حال الأجداد، واليوم نحن نركب افخر السيارات وفي اجود الطرقات.
لا يستوعب كثير من الناس ان اختراع السيارة سبق قانون السير.
وان ركوب السيارة سبق كود وقانون تعليم السياقة.
هذا المعطى البديهي هو ما يجعلنا نستوعب بأريحية ان قوانين المرور والسير على الطرقات هو من وحي تنظيم السير والجولان ومن وحي حماية الانسان.
حماية تروم منع وقوع الحوادث وفقدان المواطنين الذين يتم استخراج جتثهم من العربات في الحوادث ومآسي الطرقات والمجال الحضري.
وفاة شخص ليست كارثة على الاهل وعلى الهالك، بل هي كارثة على الوطن كله، فالدولة توفر كل الشروط لينمو الفرد ويقدم خدمات نظير ذلك للمجتمع فجأة يضيع كل المجهود بسبب طيش في السياقة او تهور في السير.
لا اريد ان أثقل عليكم بإحصائيات ترصد عدد الضحايا والجرحى الذين يخرجون من الحوادث بإعاقات دائمة تعيق معها الفرد من القيام بأدواره ويتحول الى عالة على اهله وعلى الدولة.
وكشفت المديرية العامة للأمن الوطني عن الأسباب المفظية الى الحوادث في عدم انتباه السائقين، وعدم احترام حق الأسبقية، والسرعة المفرطة، وعدم انتباه الراجلين، وعدم ترك مسافة الأمان، وعدم التحكم، وعدم احترام الوقوف المفروض بعلامة “قف”، وتغيير الاتجاه غير المسموح به، وتغيير الاتجاه بدون إشارة، والسير في يسار الطريق، وعدم احترام الوقوف المفروض بضوء التشوير الأحمر، والقيادة في حالة سكر، والسير في الاتجاه الممنوع، وكذا التجاوز المعيب.
40 % من ضحايا حوادث السير بالمغرب، هم من مستخدمي الدراجات النارية، بالإضافة إلى 7.5% من مستخدمي الدراجات الهوائية، و26% من المشاة.
من المؤسف أن شبابا في عنفوانهم يذهبون ضحية تهورهم واستخفافهم بقوانين السير. حتى أصبح اقتناء دراجة نارية لطفلك يعني التوقيع على شهادة مقتله!!!!؟
في السنوات الأخيرة اقتحمت آليات جديدة الطرقات مثل التريبورطور الذي اصبح بين ايادي الباعة المتجولين و النباشة وحتى النقل السري للآدميين والبهائم .
كما ظهرت المركبات المزودة بمحرك كهربائي ذات الاستعمال الشخصي أو “التروتينيت الكهربائية”، إقبالا متزايدا، كونها وسيلة نقل عملية تتيح سهولة وسلاسة في التنقل، لا سيما في أوقات الذروة.
وعكس ما يعتقده البعض، تعد “التروتينيت” من بين الاختراعات التي يزيد تاريخها عن قرن من الزمن، حيث كانت النسخة الأولى مزودة بمحرك بنزين بخزان صغير في المقدمة بسرعة تناهز 32 كيلومترا في الساعة، ثم خرجت إلى حيز الوجود نماذج أخرى بدون محرك تعتمد على الجهد العضلي لراكبها، قبل أن تعود مؤخرا مزودة بمحرك كهربائي وتفرض نفسها عبر العالم.
واليوم في غياب قانون منظم لسير هذه المركبات وبسبب السلوك المتهور لمستعمليها أصبحت هذه المركبات تذكرة سفر الى العالم الآخر.
مؤلم ان تقف بسيارتك في الإشارة الضوئية وعينك على راكبي الدراجات النارية والتروتينيت يخترقون الإشارة الحمراء كأنهم غير معنيين بالقانون والإشارات الضوئية.
مشاريع ضحايا لم تنفع معهم لا الحملات الأمنية ولا الحواجز القضائية ولا حملات التوعية، ولا حتى دعوات الآباء بالسلامة …
نحن امام جيل يجد متعة في تكسير اشارات المرور وكأنه على عجلة من أمره ويحتاج الى تلك الدقيقة اليتيمة من يومه الطويل. فيدل ان يربح دقيقة يضيع عمره في لمحة بصر.
يحز في النفس تناقل اخبار اسر اصيبت في مقتل وهي تفقد وحيدها او طفلها وهو في طريقه الى المدرسة أو وهو يلعب العابا بهلوانية محولا طرقات المدن الى حلبة استعراض قبل أن تتحول الى حلبة مقصلة.
لابد من التوعية قبل ركوب المركبات، ولا بد من التشريع قبل اقحام مركبات في الطرق، ولابد من ضمير جمعي يزرع في هذا الجيل احترام القانون واحترام الحق في الحياة واحترام الروح التي زرعها الله فينا.
فهل تعتبرون؟