لم تكن التصريحات المسيئة التي أدلى بها رئيس الحكومة الأسبق والأمين العام لحزب العدالة والتنمية، عبد الإله بنكيران، ضد رئيس تحرير جريدة “العمق المغربي”، الأولى من نوعها، فلزعيم “البيجيدي” تاريخ حافل من الإساءة للجسم الصحافي المغربي.
ولا يتردد بنكيران على اللجوء للغة السب والقذف والتهديد والوعيد في حق أي صحافي ينتقده ولا يسير على خطاه، ففي مناسبات عدة، استخدم عبارات لاذعة ومهينة عند الرد على أسئلة الصحافة أو عند التعليق على تغطيات إعلامية اعتبرها “منحازة أو مضللة”.
آخر ما تلفظ به عبد الإله بنكيران كان، أمس الأحد، مستعملا أوصافا قدحية مثل “البرهوش” و”المأجور” في حق الزميل خالد فاتيحي، وذلك عقب الحوار الذي أجراه مع رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، إدريس الأزمي، ضمن برنامج “نبض العمق”.
كما سبق لرئيس الحكومة الأسبق أن وصف، سنة 2017، صحافيا بجريدة “العمق المغربي” بأنه قليل الأدب” دون مبرر يذكر، وذلك خلال استقاء تصريح من رئيس الحكومة حول مستجدات مفاوضات تشكيل الحكومة آنذاك، حيث علمت جريدة “العمق”، في ذلك الوقت، أن بنكيران يعقد اجتماعا بمقر حزبه، حيث تنقل إلى عين المكان رئيس التحرير إسماعيل الأداريسي ومصور الجريدة، غير أن عددا من الحراس الشخصيين تعاملوا بأسلوب غير محترم مع الطاقم ومنعوهم من الاقتراب من باب مقر الحزب حيث كان بنكيران يستعد للخروج، من أجل طرح السؤال عليه.
وبعد أن سمح رئيس الحكومة للصحفي بطرح سؤاله، التفت الصحفي إلى المصور من أجل التأكد إن كانت الكاميرا مشغلة، وهو الأمر الذي لم يرق لرئيس الحكومة دون سبب يذكر، ووصف الصحفي بـ “قليل الأدب” لأنه فقط سأل المصور إن كانت الكاميرا جاهزة من أجل التصوير.
كما سبق لبنكيران، في أحد خطاباته سنة 2013، وصف صحافيين بأنهم “مجموعة من الكذابين”، متهمًا إياهم بـ”تشويه الحقائق واستهدافه شخصيًا وحزبه سياسيا”، وبـ”تحريف تصريحاته ونقلها بطريقة مغلوطة لخدمة أجندات سياسية”، كما وصف المديرة السابقة للقناة الثانية والسفيرة الحالية للمغرب لدى فرنسا، سميرة سيطايل، بأنها “قليلة الحياء”.
وفي تجمع حزبي عام 2015، هاجم بنكيران بعض وسائل الإعلام المغربية، واصفًا إياها بـ”صحافة الدرهم”، في إشارة إلى أنها تقبل الأموال مقابل نشر أخبار كاذبة أو مغرضة ضده وضد حزبه. وفي تصريح آخر عام 2014، قال بنكيران إن “الصحافة في المغرب لا تشتغل إلا كمعارضة للحكومة”. وفي لقاء صحفي مباشر سنة 2016، توجه بنكيران إلى أحد الصحافيين قائلاً: “أنت مجرد كاذب”.
وسبق لبنكيران، سنة 2016 أيضا، أن رفض الإدلاء بتصريح لصحفي أحد المواقع الإلكترونية واصفا هذا الأخير بأنه “معادي للحكومة” قبل أن يتدخل الحرس الخاص برئيس الحكومة لإبعاد الصحفي المذكور بطريقة غير لائقة، وفي نفس اللقاء، أساء لصحافية بإحدى المحطات الإذاعية رافضا الرد على سؤالها.
كما واصل رئيس الحكومة الأسبق هجومه على وسائل إعلام مغربية سنة 2017، متهما إياها بـ”استهداف تماسك الصف الداخلي لحزبه وزعزعة الثقة بين مسؤوليه”، فضلا عن تشكيكه في مصداقية ومهنية صحفيي إحدى الجرائد الورقية، واصافاً إياها بـ”المدسوسة والصهيونية” والتي “تعمل ضد الأخلاق والقيم”.
وسبق لبنكيران أيضا أن هاجم الزميل، محمد بلقاسم، موجها له عبارة مسيئة: “أنت ماشي راجل”، فضلا عن إهانته للصحافي، الشرقي لحرش، حيث قال له: “لا تُعكر علي الجو بأسئلة حول تشكيل الحكومة”.
كما سبق للنقابة الوطنية للصحافة، أن استنكرت طريقة تعامل رئيس الحكومة عبد الإله ابن كيران، مع الصحافيين عبد الإله شبل من جريدة كشك الالكترونية، وبشرى الضو من إذاعة راديو بلوس، أثناء “قيامهما بواجبهما المهني في تغطية فعاليات ملتقى دولي يوم الخميس 2 يونيو 2016 بالصخيرات.