وجهت الهيئات الاقتصادية في مدينتي سبتة ومليلية المحتلتين دعوة إلى السلطات الإسبانية، وعلى رأسها العاهل الإسباني، لزيارة المدينتين، بهدف تقديم دعم معنوي لشريحة واسعة من سكان المدينتين الذين يشعرون بتخلي الحكومة عنهم.
وحسب ما أكدته وسائل إعلام إسبانية، فإن رئيس جمعية “المنطقة الوسطى” خافيير ألاريكون، شدد خلال اللقاء الذي جمعه بالملك فيليبي السادس في قصر لا ثارزويلا، على أهمية الدعم المؤسسي لمدينة مليلية، حيث تم طرح ضرورة عدم اعتبار مليلية “مدينة من الدرجة الثالثة” في مواجهة الضغوط الاقتصادية التي تفرضها التحديات الخارجية، خاصة من المغرب.
الدعوة المطروحة حسب المصدر ذاته من المنتظر أن تثير قلقا واسعا في الأوساط الوطنية المغربية إذا ما قبل الملك فيليبي السادس هذه الدعوة، ما يضعه في موقف دبلوماسي حساس مع المملكة المغربية، متوقعا أن الزيارة قد تثير ردود فعل قوية من الرباط، التي تؤكد بشكل مستمر على سيادتها التاريخية على المدينتين.
وبالعودة إلى اللقاء، أشار ألاريكون إلى أن رجال الأعمال في مليلية يواجهون تحديات عدة تؤثر على استقرار الاقتصاد المحلي، لافتا إلى “أهمية الحصول على الدعم المؤسسي الذي يضمن مستقبلا اقتصاديا مستقرا للشركات المحلية”.
وأعرب عن قلقه من أن استمرار اعتبار مليلية وسبتة مدينتين “من الدرجة الثالثة” مقارنة مع المدن الإسبانية الأخرى قد يؤدي إلى مزيد من التهميش للمدينتين، وهو ما ينعكس سلبا على أنشطتهما الاقتصادية ورفاهية سكانهما.
وتطرق رئيس جمعية “المنطقة الوسطى” إلى القضايا الحيوية التي تم طرحها في الاجتماع مع رئيس الدولة، مشيرا إلى “الضغوط الاقتصادية المتزايدة التي تواجهها مليلية نتيجة القيود على حركة البضائع والأشخاص”، مؤكدا ضرورة تحسين ظروف نقل البضائع عبر الحدود وإلغاء الحواجز الجمركية التي تؤثر على تنافسية الشركات المحلية.
وفي هذا السياق، أكد ألاريكون أن رجال الأعمال في مليلية بحاجة إلى دعم عاجل لتحسين البيئة التجارية، مشيرا إلى أن “تحقيق هذه التحسينات سيكون خطوة حاسمة نحو ضمان النمو الاقتصادي والاستقرار في المدينة، مما يسهم في تعزيز القدرة التنافسية لمليلية على المدى الطويل”.
إلى جانب خافيير ألاريكون، حضر الحدث ممثلون عن اتحادات رجال الأعمال في سبتة (CECE) ومليلية (CEME)، بمناسبة الذكرى الأربعين لتأسيس اتحاد رجال الأعمال في سبتة والذكرى الخامسة والأربعين لاتحاد رجال الأعمال في مليلية، كما أن هذا اللقاء كان فرصة لطرح القضايا الاقتصادية الملحة، كما تم التأكيد على الحاجة إلى التواصل المستمر مع المؤسسات لضمان تنفيذ المشاريع الاقتصادية التي تدعم المدينتين.
وفيما يتعلق بالاهتمام الملكي، أكد المصدر ذاته أن الملك فيليبي السادس أبدى اهتماما حقيقيا بقضايا المدينتين، مشيرا إلى أن الملك كان مستمعا جيدا خلال اللقاء وأكد على ضرورة العمل معا لضمان تحسن الوضع الاقتصادي في المدينتين.
وأشادت الوفود المشتركة بالتزام الملك في دعم قضايا المدينتين، وأكدوا على أهمية الحفاظ على حوار مستمر مع المؤسسات الإسبانية لضمان تحسين الاقتصاد المحلي في مليلية وسبتة.
هذا، وكانت آخر زيارة ملكية إلى المدينتين في نونبر 2007، عندما زار الملك خوان كارلوس الأول سبتة ومليلية، وهي الزيارة التي أثارت وقتها غضبا واسعا في المغرب، حيث اعتبرت أول زيارة من نوعها منذ عام 1927، عندما قام الملك ألفونسو الثالث عشر بزيارة المدينتين، ورغم الضجة التي أثيرت في ذلك الوقت، لم تترتب على تلك الزيارة أي تطورات ملموسة في العلاقات بين الجانبين.