بدأت اليوم الإثنين، في العاصمة الفرنسية باريس، محاكمة الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، الذي يواجه اتهامات ثقيلة تتعلق بتلقي دعم مالي من الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي لتمويل حملته الانتخابية عام 2007.
القضية تعود إلى نهاية عام 2005، عندما كان ساركوزي يشغل منصب وزير الداخلية الفرنسي. وتشير التحقيقات إلى تورط كلود غيان، مدير مكتبه آنذاك، والوزير السابق بريس أورتوفو في إبرام “اتفاق ينطوي على فساد” مع القذافي. ويُتهم ساركوزي بالحصول على دعم مالي غير مشروع لحملته الانتخابية، وهو ما قد يعرّضه لعقوبة بالسجن عشر سنوات، بالإضافة إلى غرامة مالية قدرها 375 ألف يورو وحرمانه من حقوقه المدنية لمدة خمس سنوات.
هذه المحاكمة تُعد الخامسة لساركوزي خلال السنوات الخمس الأخيرة. وكان قد حُكم عليه سابقًا بالسجن لمدة عام مع وقف التنفيذ في قضية “بيغماليون” المتعلقة بتجاوز سقف الإنفاق الانتخابي في انتخابات 2012. كما صدر بحقه حكم بالسجن عامًا مع وضع سوار إلكتروني في قضية “التنصت”، بعد إدانته بمحاولة رشوة قاضٍ رفيع المستوى.
ومن المقرر أن تبدأ جلسات المحاكمة باستدعاء المتهمين الـ12 وأطراف القضية، حيث ستخصص الجلسات الأولى لتناول قضايا التمويل المشتبه بها، فيما سيجري لاحقًا التطرق إلى المسائل الفرعية للقضية. وتستمر الجلسات حتى العاشر من أبريل المقبل، مع حضور ساركوزي بانتظام خلال الشهر الأول من المحاكمة.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن “الاتفاق السري” مع القذافي تم خلال زيارة أجراها ساركوزي إلى طرابلس في خريف 2005. ورغم عدم تحديد مبلغ دقيق للتمويل، فإن التحقيقات التي استمرت لعقد كامل، كشفت عن قرائن عديدة تدعم الاتهام، بينها تصريحات سبعة مسؤولين ليبيين سابقين، وتحويلات مالية مشبوهة، وزيارات غير معلنة قام بها غيان وأورتوفو إلى ليبيا.
ويعتقد المحققون أن القذافي، في مقابل هذا التمويل، حصل على تحسين صورته الدولية عبر استقباله في قصر الإليزيه بُعيد انتخاب ساركوزي، إلى جانب توقيع عقود اقتصادية ضخمة وتقديم مساعدات قضائية لعبد الله السنوسي، رئيس الاستخبارات الليبية.
وتشمل قائمة المتهمين إلى جانب ساركوزي، وزراء سابقين ورجال أعمال بارزين، من بينهم ألكسندر جوهري وزياد تقي الدين، اللذان لعبا دورًا في تسهيل العلاقات مع النظام الليبي. وتتهم السلطات تقي الدين بتلقي ثلاثة تحويلات مالية من ليبيا بقيمة ستة ملايين يورو، وزع بعضها في “حقائب مالية” على مقربين من ساركوزي.