الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون
مدة القراءة: 3′
تطرق الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، في لقائه الإعلامي الدوري مع وسائل إعلام جزائرية، إلى أزمة بلاده الدبلوماسية مع فرنسا وعلاقتها بقضية الصحراء. ورغم تدهور العلاقات بين البلدين مباشرة بعد قرار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الاعتراف بمغربية الصحراء، ما دفع الجزائر إلى سحب سفيرها من باريس آنذاك، إلا أن تبون وصف الخلاف بين الجزائر وفرنسا بأنه “مفتعل بالكامل”.
وعلى عكس موقف وزارة الخارجية الجزائرية، التي اعتبرت زيارة مسؤولين فرنسيين إلى المدن الصحراوية استفزازا، صرح تبون بأن هذه الزيارات “ليست استفزازًا”. وأوضح أن زيارات المسؤولين الفرنسيين “تزعج الشرعية الدولية وتزعج الأمم المتحدة”، مشيرا إلى أن “فرنسا عضو دائم في مجلس الأمن، والملف لا يزال بين يدي الأمم المتحدة، هذا كل شيء”.
??????Le président Tebboune : “Nous, nous savons. Nous ne sommes pas dupes, et les Français savent que nous savons.” #Algérie #France #Maroc #Sahara_Occidental pic.twitter.com/mE1OSrIF1Q
— LeLien (@LeLienofficiel) March 23, 2025
وكانت وزارة الخارجية الجزائرية قد وصفت، يوم 18 فبراير الماضي، زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية للصحراء بأنها “أمر خطير للغاية” يستدعي “الشجب والإدانة على أكثر من صعيد”، معتبرة إياها “زيارة مستفزة” تعكس “صورة مقيتة للتضامن والتعاضد بين القوى الاستعمارية، قديمها وحديثها”. وفي السياق ذاته، أعلن مجلس الأمة الجزائري (الغرفة الأولى للبرلمان الجزائري)، يوم 26 فبراير، “التعليق الفوري لعلاقاته مع مجلس الشيوخ الفرنسي” على خلفية زيارة رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرالد لارشيه، إلى مدينة العيون.
على غرار ما حدث مع إسبانيا
وفي لقائه الإعلامي الدوري، قال تبون: “هناك فوضى عارمة وجلبة سياسية حول خلاف تم افتعاله بالكامل”، مضيفًا: “نعتبر أن الرئيس ماكرون هو المرجع الوحيد، ونحن نعمل سويًا”. وأردف: “بالفعل، كان هناك سوء تفاهم، لكنه يبقى رئيس الجمهورية الفرنسية، وبالنسبة لي، فإن تسوية الخلافات يجب أن تكون معه أو مع الشخص الذي يفوضه، أي وزيره للشؤون الخارجية، وهو الصواب”.
وتابع قائلاً: “فيما يخصني، فإن ملف الخلاف المفتعل بين أيادٍ أمينة، بين يدي شخص كفء جدًا يحظى بكامل ثقتي، ألا وهو وزير الشؤون الخارجية، السيد أحمد عطاف”. وأشار إلى أن الجزائر وفرنسا “دولتان مستقلتان: قوة إفريقية وقوة أوروبية، ورئيسان يعملان سويًا”، مضيفًا أن “الباقي لا يعنينا”.
ويبدو أن تبون يسعى إلى تهدئة الأوضاع مع فرنسا، خصوصًا بعد تهديد مسؤولين فرنسيين باتخاذ خطوات تصعيدية ضد الجزائر في حال استمرت في تعنتها في عدة ملفات.
وعلى غرار فرنسا، كانت الجزائر قد دخلت في خلافات حادة مع إسبانيا بعد قرار مدريد دعم مقترح الحكم الذاتي المغربي للصحراء. ردًا على ذلك، سحبت الجزائر سفيرها من إسبانيا، واشترطت تخلي مدريد عن موقفها الجديد لاستعادة العلاقات. ورغم استمرار دعم إسبانيا للمغرب وعدم تقديمها أي تنازلات، أعادت الجزائر سفيرها إلى مدريد لاحقًا.
وفي لقائه الإعلامي يوم أمس، أعرب تبون عن ارتياحه لعودة العلاقات بين الجزائر وإسبانيا إلى طبيعتها، خصوصًا على المستوى التجاري “بعد مرحلة من الفتور”، مشيرًا إلى أن الجزائر “ستستورد حصة من حاجياتها من الأغنام من هذا البلد تحسبًا لعيد الأضحى المقبل”.