الدار/ تحليل
تجد النائبة الفرنسية ريما حسن نفسها في مواجهة عاصفة من الانتقادات والاتهامات بعد تصويتها المثير للجدل ضد إطلاق سراح الكاتب الجزائري بوعلام صنصال. هذا الموقف أثار ردود فعل واسعة، حيث اتهمها السياسي الفرنسي برونو ريتايو بأنها “عميلة تأثير” تعمل لصالح الجزائر.
تُعرف ريما حسن بدعمها الواضح لجبهة البوليساريو، وهو ما أدى إلى تزايد التساؤلات حول مواقفها السياسية التي يراها البعض متماشية مع الأجندة الجزائرية. وفي ظل العلاقة المتوترة بين فرنسا والجزائر في قضايا مختلفة، باتت هذه المواقف تشكل عبئاً سياسياً على النائبة، حيث يعتبرها منتقدوها خيانة للتوجهات الدبلوماسية الفرنسية.
يعد رفض ريما حسن دعم إطلاق سراح الكاتب الجزائري بوعلام صنصال، المعروف بانتقاده الصريح للنظام الجزائري، نقطة تحول في الجدل المحيط بها. فقد اعتبر البعض هذا التصويت محاولة لإرضاء جهات خارجية، بينما وصفه آخرون بأنه يعكس قناعاتها الشخصية، رغم ما يحمله من إثارة للجدل داخل الأوساط السياسية الفرنسية.
في ظل تصاعد هذه الأزمة، تتراجع مكانة ريما حسن تدريجياً داخل المشهد السياسي الفرنسي. وبينما كانت تتمتع بدعم شريحة من اليسار الفرنسي، أصبحت مواقفها الأخيرة محل انتقاد حاد، لا سيما فيما يتعلق بقضايا حساسة مثل دعمها للبوليساريو وموقفها من حرية التعبير.
ويرى مراقبون أن استمرار هذه الأزمة قد يهدد مستقبلها السياسي ويؤثر على قدرتها على كسب ثقة الناخبين والمؤسسات السياسية على حد سواء.
تأتي هذه القضية لتسلط الضوء على مسألة حساسة تتعلق بتأثير المصالح الأجنبية على القرارات السياسية داخل فرنسا. ويرى محللون أن قضية ريما حسن ليست سوى جزء من نقاش أوسع حول استقلالية عد. من السياسيين الفرنسيين من اليسار الموالين للنظام الجزائري.
وتبقى الأيام القادمة حاسمة بالنسبة لريما حسن، حيث ستحدد كيفية تعاملها مع هذه الأزمة مصيرها السياسي ومكانتها في المشهد العام، وسط اتهامات يصعب تجاهلها ودعوات متزايدة للمساءلة.
