كشف السفير الروسي لدى المغرب، فلاديمير بايباكوف، أن روسيا أصبحت اليوم في المرتبة الثانية من حيث تصدير الحبوب والبقوليات إلى المغرب، حيث بلغ إجمالي الكميات المصدرة في عام 2024 حوالي 766 ألف طن، مقارنة بـ 209 آلاف طن في 2023. وفي سياق آخر، أعرب بايباكوف عن تقدير موسكو الكبير للموقف المتوازن الذي اتخذته الرباط تجاه الأحداث في أوكرانيا، مشيرًا إلى أن روسيا تثمن رفض المغرب القيام بأي إجراءات معادية لروسيا في هذا الصدد.
وأوضح المتحدث في مقابلة له مع وكالة “تاس” أن صادرات موسكو التي بلغت خلال هذه السنة حوالي 766 ألف طن تشمل بشكل أساسي القمح اللين، الذرة، والشعير.
وأكد السفير الروسي أن الشراكة الاستراتيجية بين البلدين ما زالت تحتوي على إمكانات كبيرة لم تُستغل بعد، وأضاف أن روسيا والمغرب يخططان لعقد اجتماع جديد للجنة الروسية-المغربية الحكومية المشتركة للتعاون الاقتصادي والعلمي والتقني في عام 2025 بموسكو، حيث سيعمل الجانبان على تطوير هذه الإمكانات وتعزيز التعاون بينهما.
وحسب ما أوضحه المسؤول الروسي، فقد شهدت العلاقات التجارية والاقتصادية بين روسيا والمغرب تطورًا ملحوظًا في العام المنصرم، إذ أن الزيادة الكبيرة في صادرات روسيا الزراعية إلى المملكة تؤكد هذا التوجه.
وأفاد بايباكوف أن حجم التبادل التجاري بين البلدين استمر في الحفاظ على مستوى مرتفع، مشيرًا إلى أن التعاون التجاري والاقتصادي بين روسيا والمغرب شهد تطورًا تدريجيًا في مختلف المجالات، مسجلًا أن العام الماضي شهد تنظيم العديد من البعثات التجارية الروسية إلى المغرب، شملت شركات من مختلف المناطق الروسية، بما في ذلك موسكو، وسانت بطرسبرغ، وتتارستان، وإقليم ألتاي، وكذلك من مقاطعتي سفيردلوفسك وكالوجا.
هذا، وأعرب السفير الروسي لدى المغرب، فلاديمير بايباكوف، عن تقدير موسكو الكبير للموقف المتوازن الذي اتخذته الرباط بشأن الأحداث الجارية في أوكرانيا، وقال السفير في حديثه مع وكالة “تاس”: “روسيا تقدر عالياً الموقف المتوازن للمغرب تجاه الأحداث في أوكرانيا، وكذلك رفض الرباط القيام بأي إجراءات معادية لروسيا في هذا السياق”.
وأضاف بايباكوف: “بالنسبة لروسيا، يعد المغرب دولة صديقة وشريكًا استراتيجيًا، وقد عززت اتفاقيات تم توقيعها بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والملك محمد السادس الطابع الخاص لعلاقاتنا، وقد صمدت هذه العلاقات على هذا الأساس المتين أمام اختبار الزمن، بما في ذلك الاضطرابات الجيوسياسية والأزمات المالية والاقتصادية التي شهدتها السنوات الأخيرة”.
وفيما يتعلق بتأثير العقوبات الغربية، أشار السفير إلى أن “روسيا تشعر بتأثير هذه العقوبات، خاصة في الجوانب المتعلقة بالخدمات المصرفية. ومع ذلك، فإن روسيا والمغرب ينجحان في حل جميع القضايا بشكل بناء في إطار التعاون وبما يصب في مصلحة شعبي البلدين”.
وأردف قائلاً: “في العام المنقضي، حافظت موسكو والرباط على حوار سياسي نشط، فقد شارك الوفد المغربي برئاسة وزير الخارجية ناصر بوريطة في المؤتمر الوزاري لمنتدى الشراكة روسيا – أفريقيا الذي عُقد في نوفمبر 2024 في سوتشي”.