شهدت مدينة تازناخت الكبرى افتتاح فعاليات مهرجان الزربية الواوزكيتية من قبل الوزيرة فاطمة الزهراء عمور وكاتب الدولة الوصي على القطاع الحسن السعدي بحضور عدد من المسؤولين والشركاء المؤسساتيين، من بينهم عامل إقليم وارزازات والبرلماني يوسف شيري وميرة الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان في تظاهرة تعكس الدور البارز للصناعة التقليدية في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمنطقة.
يهدف هذا الحدث، الذي يجمع بين البعدين الثقافي والاقتصادي، إلى دعم النساء النساجات، تثمين الحرف التقليدية، وضمان استمرارية هذا التراث المغربي العريق.
فرصة لتسويق الإرث المحلي وتمكين النساء
يعد المهرجان مناسبة لتسليط الضوء على الزربية الواوزكيتية كمنتج تقليدي فريد، يمتد تأثيره ليشمل تحسين الظروف المعيشية للنساء القرويات. من خلال تعزيز مشاركتهن في الاقتصاد المحلي، يبرز دور المرأة كعنصر فاعل في التنمية المستدامة.
وتجذب هذه التظاهرة اهتمام الأجيال الصاعدة لتعلم حرفة النسج لضمان استمراريتها وتعزيز قيمتها الثقافية والاقتصادية، سواء على المستوى الوطني أو العالمي.
توقيع بروتوكول تفاهم لتنظيم القطاع
في إطار فعاليات المهرجان، تم توقيع بروتوكول تفاهم بين عدة أطراف، من ضمنها عامل إقليم ورزازات ومديرة الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان وممثلون عن قطاع الاستثمار والصناعة التقليدية. يهدف الاتفاق إلى وضع منظومة مستدامة لدعم قطاع الزرابي التقليدية بتازناخت، مع التركيز على تحديد المسؤوليات، إجراء تشخيص تشاركي، وتنفيذ مشاريع تطويرية.
وتتضمن التزامات الموقعين تقديم دعم تقني ومالي للنساء النساجات، تحسين جودة الصوف المستخدم، تنظيم العاملات في هيئات مهنية، وتعزيز قدرات الهيئات المهنية لتطوير المنتج والحفاظ على استدامته.
ورشات وندوات لتبادل الخبرات وبناء الشراكات
تضمن المهرجان ورشات تكوينية وندوات علمية متخصصة ناقشت محاور الصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني.
كما أتاح فرصة للتباحث حول آفاق التعاون مع شركاء وطنيين ودوليين لتعزيز مكانة الزربية الواوزكيتية في الأسواق العالمية، مع الحفاظ على أصالتها البيئية والثقافية.
22,000 صانعة نساجة يحافظن على إرث عريق
وفق المعطيات الرسمية، تضم تازناخت الكبرى أكثر من 22,000 صانعة نساجة موزعات على خمس جماعات ترابية و63 جمعية مهنية.
يعتمد هذا القطاع التقليدي الصديق للبيئة على استخدام صوف محلي من منطقة سيروا، مع صباغة طبيعية مستخلصة من أعشاب المنطقة، مما يعكس ارتباط الحرفة بموارد المنطقة وثقافتها.
الصناعة التقليدية بتازناخت : ركيزة للتنمية المستدامة
يأتي مهرجان الزربية الواوزكيتية كخطوة إضافية في مسار تعزيز دور الصناعة التقليدية كمحرك للتنمية المحلية. بفضل دعم المؤسسات والجهات المعنية، تتواصل الجهود لجعل هذا القطاع أكثر تنافسية واستدامة، مساهمًا بذلك في تعزيز الاقتصاد الوطني، والحفاظ على الهوية الثقافية المغربية في أبهى تجلياتها.