الجمعة, مارس 7, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيرمضان ووسائل التواصل الاجتماعي.. تغيرات في العادات والتقاليد

رمضان ووسائل التواصل الاجتماعي.. تغيرات في العادات والتقاليد


DR


مدة القراءة: 4′

يشهد شهر رمضان في المغرب تحولا ملحوظا في العادات بفضل انتشار الإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي. من خلال التكنولوجيا الحديثة، أصبح رمضان ليس فقط شهرًا للتقرب الروحي والعبادة، بل أيضًا شهرا تزداد فيه التفاعلات الرقمية التي تشمل كل جوانب الحياة اليومية.

مروان هرماش، الخبير في الاتصال الرقمي، أكد أن رمضان أصبح مناسبة يزداد فيها التفاعل الرقمي بشكل ملحوظ، خاصة بعد الإفطار، حيث يتغير نمط الاستخدام اليومي للإنترنت، ويتحول العديد من المغاربة إلى المنصات الرقمية للتفاعل مع المحتويات سواء الدينية أو غيرها، أو حتى من خلال التحديات التي تغزو الشبكات.

ويعزو هرماش ارتفاع الإقبال على المحتويات الرقمية، إلى توفر وقت فراغ أكبر بسبب تقليص ساعات العمل والدراسة. كما أن ظهور العديد من القنوات التلفزيونية التي بدأت تواكب هذا التحول بنقل برامجها على الإنترنت ساهم في تسريع هذه الديناميكية، حسبما أوضح الخبير في الاتصال الرقمي خلال حديثه مع يابلادي.

تعبيرات جديدة للتكافل الاجتماعي

ومن أبرز الجوانب التي شهدت تغيرا لافتا في رمضان بفضل وسائل التواصل الاجتماعي هو سمة التضامن. فبحسب هرماش “في السابق، كانت هذه المظاهر تتجسد في زيارة الجيران وتوزيع الطعام على المحتاجين بشكل شخصي. اليوم، أصبحت هذه الأنشطة أكثر انتشارا على الإنترنت، حيث تنظم حملات خيرية من خلال منصات التواصل الاجتماعي لجمع التبرعات ومساعدة الأسر المحتاجة”.

هذه الحملات تعكس بحسب هرماش توسع مفهوم التكافل الاجتماعي الذي كان مقتصرا على الدوائر الضيقة من العائلة والجيران.

“التضامن، هو طابع أصيل لدى المغاربة، ومع وسائل التواصل الاجتماعي وجد له شكل جديد، حيث ساهم هذا التحول الرقمي في تجاوز الحدود المكانية، مما أتاح للمغاربة من مختلف أنحاء العالم التفاعل مع الأنشطة الخيرية والمشاركة فيها”.

مروان هرماش، خبير في الاتصال الرقمي

وفضلا عن ذلك، أحدثت وسائل التواصل الاجتماعي تغيرا ملحوظا في العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة والمجتمع. فقد أصبح التفاعل الافتراضي، من خلال المكالمات عبر الفيديو، أحد الأساليب الأكثر استخداما للتواصل بين العائلات الممتدة في مختلف المدن أو حتى الدول. وفي هذا السياق، يبين هرماش أن هذه التقنيات، رغم أنها لا تحل محل التفاعلات الاجتماعية التقليدية، إلا أنها ساهمت في تعزيز الروابط الأسرية بشكل جديد، إذ تجعل من الممكن التواصل المستمر مع الأحباء.

“أرى أن وسائل التواصل الاجتماعي لها تأثير إيجابي أكثر مما هو سلبي، لأن العلاقات الأسرية والعائلية تدخل ضمن طقوس المغاربة في رمضان، ووسائل التواصل الاجتماعي جعلتنا على تواصل أكبر مع العائلات”.

مروان هرماش، خبير في الاتصال الرقمي

تغيير نحو تعدد السلوك

بدوره أشار محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي، في حديثه ليابلادي إلى إن المجتمع في طور التغيير، والبدايات الأولى لهذا التغيير ليست تكنولوجية فقط،  وإنما هناك “تغيير على مستوى التمثلات، وكل ما يشكل البنية النفسية والبنية الاجتماعية للمجتمع، أي التنشئة الاجتماعية”.

“هذه التنشئة كانت في السابق من اختصاصات الأسرة فهي التي تنقل العادات والاحتفالات برمضان، لكن دورها بدأ يتراجع مع بروز وسائل تكنولوجية أخرى مثل التلفزيون وصولا إلى وسائل التواصل الاجتماعي، التي لا يمكن إنكار آثرها في بناء هذه السلوكات والتمثلات”.

محسن بنزاكور، أستاذ علم النفس الاجتماعي

وأكد أن لوسائل التواصل الاجتماعي تأثير مؤكد، “ولكن ليس نحو نمطية السلوك، بل نحو تعدد السلوك”، وقال في الماضي “كانت هناك نمطية في السلوك خلقت لنا العادات المغربية، الآن هناك إبداع في السلوك وهو الصفة الجوهرية لوسائل التواصل الاجتماعي”.

وأوضح “أننا لم نعد ننقل ثقافة معينة ونحافظ عليها، وأصبحنا نعتمد على الاستهلاك وحب الظهور، والصورة والانتشاء، وهذه كلها أشياء تغير من السلوك”.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات