رغم المشادة الكلامية التي جمعت الرئيسين الأمريكي والأوكراني داخل المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض، والتي فاجأت العالم كسابقة بين مسؤولين كبيرين، بل وتضمنت كلمات بذيئة ومقاطعة للرئيسين معاً لبعضهما مرات عديدة، ما أعطى الانطباع بإغلاق نهائي لنفق التواصل بين الولايات المتحدة وأوكرانيا لفترة طويلة على الأقل. وهو الأمر الذي أسعد روسيا أكثر من غيرها، إذ أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان أن زيارة زيلينسكي إلى واشنطن “تمثل فشلاً سياسياً ودبلوماسياً تاماً لنظام كييف”، متهمة الزعيم الأوكراني بأنه “مهووس” بإطالة أمد الحرب مع موسكو.
فولوديمير زيلينسكي، الرئيس الأوكراني، سارع أمس السبت وقبيل لقائه برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن إلى نشر تدوينة على منصة “إكس”، وبشكل مفاجئ للكثيرين، جاء فيها أنه “من الحيوي بالنسبة لنا أن نحظى بدعم الرئيس ترامب”، مضيفاً أن “دعم أميركا كان حيوياً في مساعدتنا على البقاء”، ومعلناً بشكل واضح لا مراء أن كييف مستعدة “للتوقيع على اتفاق المعادن، وستكون الخطوة الأولى نحو ضمانات أمنية”.
فهل سيتفاعل ترامب بشكل إيجابي مع تراجع زيلينسكي عن غضبه السابق ومع عرضه الحالي؟ وهو الأمر الذي يبدو أقرب للواقع، خصوصاً وأن ترامب سبق ونشر على وسائل التواصل أن زيلينسكي “يمكنه العودة عندما يكون مستعداً للسلام”.
وهل يمكن اعتبار استعداد زيلينسكي للتوقيع على اتفاق المعادن بمثابة استعداد للتوصل إلى اتفاق وفقاً لأسلوب ترامب؟