اقتراب المنتخب الوطني المغربي بشكل كبير من حسم التأهل إلى كأس العالم 2026، إذ تفصل نقطة وحيدة “الأسود” على حط الرحال بالولايات المتحدة الأمريكية، لكن رغم هذا الإنجاز، فإن المدرب وليد الركراكي يتعرض لانتقادات واسعة من مختلف الأوساط الرياضية والجماهيرية.
وتوجهت العديد من التعليقات على مواقع التواصل الاجتماعي لمهاجمته، معربة عن قلقها بشأن قدرة الركراكي على تحقيق نتائج قوية في البطولات القادمة، خاصة في كأس أمم أفريقيا التي سيستضيفها المغرب نهاية العام الجاري.
التأهل لمونديال 2026.. إنجاز أم مجرد تسهيل؟
على الرغم من أن تأهل المغرب إلى كأس العالم 2026 يعد إنجازًا من حيث الحضور المستمر في العرس العالمي للمرة الثالثة تواليا، إلا أن الكثير من المتابعين اعتبروا أن الطريق إلى التأهل لم يكن بالمعركة الصعبة.
خاصة وأن المجموعة التي وقع فيها المنتخب الوطني كانت تعتبر من الأسهل في التصفيات، ما جعل البعض يشكك في القيمة الحقيقية لهذا التأهل.
كذلك، فإن زيادة عدد مقاعد المنتخبات الإفريقية في كأس العالم لم يساهم في رفع منسوب التفاؤل، إذ يرى البعض أن هذه الزيادة قد تجعل التأهل أسهل من أي وقت مضى، وبالتالي فقد فقدت بعض من هيبته.
الركراكي تحت المجهر.. هل تتوافق النتائج مع التطلعات؟
انتقد عدد كبير من الجماهير أداء الركراكي في قيادة المنتخب الوطني في الفترة الأخيرة، معربين عن استيائهم من بعض الخيارات التكتيكية التي قام بها، إذ توجّه الكثير منهم إلى مواقع التواصل الاجتماعي لتبادل انتقاداتهم.
إذ كان البعض يعتقد أن الركراكي، بصفته مدربًا لمنتخب “أسود الأطلس”، سيحقق نتائج أكثر قوة، خاصة في البطولات الكبرى، إلا أن أداء الفريق في بعض المباريات كان ضعيفًا ومخيّبًا للآمال.
الركراكي وعد بالكثير ففشل في الوفاء
أحد أبرز الانتقادات التي طالت الركراكي كانت من جماهير لا تزال تتذكر تصريحاته السابقة، إذ كان قد أعلن مرارًا أن أقل إنجاز يطمح لتحقيقه هو الوصول إلى نصف نهائي كأس أمم أفريقيا 2025.
هذا الطموح الكبير، الذي ربطه البعض بشخصية قوية للمدرب، سرعان ما تلاشى بعد أن فشل الفريق في تقديم الأداء المنتظر في بعض المباريات.
وتساءل الكثيرون عما إذا كان الركراكي يبالغ في تقدير إمكانيات الفريق، وما إذا كان ذلك التأكيد على الطموح مجرد كلمات لتخفي إخفاقات عملية.
ذلك ما طرحه البعض عندما شهدوا إقصاء المنتخب من الأدوار المتقدمة في البطولات الماضية، خصوصًا في كأس العالم قطر 2022، حينما صُدم الجميع بالأداء الذي لم يرتقِ إلى مستوى التوقعات.
أخطاء تكتيكية مستمرة
من بين النقاط الأكثر جدلاً كانت الخيارات التكتيكية للركراكي، والتي ظهرت بشكل واضح في تعامله مع خطوط الدفاع والهجوم.
فالدفاع، رغم وجود بعض الأسماء اللامعة مثل أشرف داري، إلا أن منظومة الدفاع لم تكن بالشكل المطلوب، خاصة في التعامل مع التكتلات الدفاعية التي يواجهها المنتخب في المباريات الدولية.
وفي خط الهجوم، كان اختيار الركراكي للنصيري كأفضل مهاجم رقم 9 في الفريق محل انتقاد من قبل العديد من المتابعين، خصوصًا في المباريات التي تكون فيها الدفاعات المنافسة محصنة بشكل قوي.
التجاهل لنجوم أخرى
وظهرت العديد من التساؤلات حول خيارات الركراكي في استدعاء اللاعبين وقراراته خلال المباريات.
على سبيل المثال، تساءل البعض عن السبب وراء استقدام لاعب مثل أزنو وعدم اعتماده عليه في التشكيلة الأساسية، مع العلم أن اللاعب قد أظهر إمكانيات جيدة في بعض المباريات الودية.
كما أثار البعض تساؤلات حول استدعاء الهيلالي، الذي لم يحصل على دقائق لعب تذكر في المباريات الأخيرة، رغم أن بعض اللاعبين، مثل الياميق، كانوا يقدمون أداء ضعيفًا في الدفاع.
تتجه الأنظار إلى كأس أمم أفريقيا 2025، خاصة وأن البطولة ستُقام على أرض المغرب، ما يضع ضغوطًا إضافية على المنتخب الوطني.
ويرى البعض أن الركراكي لم يُظهر حتى الآن القدرة على مواجهة المنتخبات الكبيرة مثل نيجيريا ومصر وغانا والكاميرون.
وفي ظل الانتقادات المتزايدة والأداء الذي لا يرتقي إلى مستوى التطلعات، يبقى السؤال المطروح متمثلا في ما إذا كان الركراكي سيظل على رأس الجهاز الفني للمنتخب الوطني في “كان 2025”.