عبر المخترع المغربي رشيد اليزمي عن تفاؤله بدخول الأسواق الصينية، وذلك عقب حصوله مؤخرا على براءة اختراع جديدة في الدولة الآسيوية تتعلق بتقنيته في الشحن السريع لبطاريات الليثيوم، الموجهة بشكل خاص للسيارات الكهربائية.
وقال اليزمي، في تصريح لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إنه قدم طلب الحصول على براءة الاختراع الخاصة ببطاريات الليثيوم منذ 2019، مسجلا في الوقت نفسه أنه حصل عليه في كل من الولايات المتحدة الأمريكي وكندا واليابان وعدد من الدول الأخرى.
وأكد المخترع المغربي أن الحصول على براءة اختراعه تمهد لبداية تفاوض فريقه مع المستثمرين والشركات الراغبة في الاستفادة من اختراعه.
ولفت المخترع المغربي إلى أن استفادة المغرب من اختراعه مؤكدة ولكن في نفس الوقت أشار إلى أنها من المتوقع أن تبدأ في 2030، بعد انتشار السيارات الكهربائية بالبلاد.
وأفاد أن الحصول على براءة اختراع جديدة بالصين، التي بحلول عام 2024 برزت كأكبر سوق للسيارات في العالم بتصدرها مبيعات السيارات الكهربائية بتسليم 9.5 ملايين سيارة العام الماضي، يعد حدثا هاما بالنسبة لاختراعه.
وفي حوار سابق مع الجريدة، قال المخترع المغربي رشيد اليزمي إن “تمغربيت” هويته ولا يمكنه التخلي عنها رغم أنه حاصل على الجنسية الفرنسية، ولا على لهجته المغربية الفاسية، مؤكدا أن دولا عربية عرضت عليه جنسيتها في الآونة الأخيرة.
وأوضح اليزمي أنه يعتبر “تمغربيت لاصقة فيا، ولذلك أنا مصر على التشبث بلهجتي الفاسية، لأن ذلك يمثل هويتي.. ورغم أنني أملك الجنسية الفرنسية، لكن أصدقائي الفرنسيين يعرفون أنني مغربي قبل أن أحمل جنسية بلادهم، وأفتخر بذلك وفي أي مناسبة علمية عالمية، يعرفون أن رشيد اليزمي مغربي”.
وتحدث المخترع المغربي، في حوار عن بعد من منزله من سنغافورة مع “مدار21”، عن طفولته وصباه في مسقط رأسه فاس، مؤكدا أنه كان مثل باقي الأطفال “كنت أحب اللعب لكن كنت أمزجه بشغف الابتكار، وإيجاد حلول لإشكاليات، وبالفعل كنت دائما أنجح في ذلك”.
وأشار اليزمي إلى أن تشجيع والده ووالدته كان حافزا رئيسا في طفولته لبلوغ طموحاته :”كانا يعتبران أنني مميز وأختلف عن أقراني وإخوتي السبعة، ولذلك وفرا لي مختبرا صغيرا بغرفتي، امتزح فيه الفيزياء والكيمياء والجيولوجيا.. وكنت وقتها أحلم أن أكون مثل البروفيسور تورنيسول، وهو شخصية كرتونية بمسلسل مغامرات تانتان”.
وأبرز أن هذه الشخصية كان لها أثر كبير على شغفعه بالعلم والمعرفة، “كنت وقتها معجبا بشخصية البروفيسور وأفكاره، وجعلتني هذه الشخصية الكرتونية أؤمن أن العالم يجب أن لا يهتم بالمال، وأن تكون غايته الرئيسية إيجاد الحلول، فالمال عدو العلم ولولا الفقراء لضاع هذا الأخير”.
واستدرك قائلا: “هذا لا يعني أن الأغنياء لا يمكنهم أن يكونوا علماء، لكن المخترعين والعلماء يجب أن يكون لديهم حافز وهم يشغل بالهم ويبحثون ليل نهار عن طريقة للتخلص منه وذلك لا يتم إلا بالعثور على حل من خلال تكرار التجارب، والتي أغلبها ما تكون فاشلة، إلى حين بلوغ الهدف”.
ولفت اليزمي إلى أنه تم تسجيل أزيد من 188 براءة اختراع بـWIPO ( World Intellectual Property Organization)، موضحا أن اختراعا واحدا يمكن أن يمنح صاحبه 3 براءات اختراع أو أكثر من دول متعددة، كما حصل مع اختراعه الأخير حول البطاريات الكهربائية الذي تم منحه 3 براءات في 5 دول.
ولم يستبعد المخترع المغربي فكرة الاستقرار بالمغرب، مؤكدا أنه يعمل حاليا بالمغرب على مشاريع متعددة، وهو ما يجعله يزوره مرات متعددة في السنة: “أملك مشاريع عدة بالمملكة، أبرزها مشروع معهد البطاريات الذي تم تدشينه في 2019 بمدينة فاس، وكنت بداية مارس بالعاصمة العلمية، وأيضا هناك مشاريع صناعية أخرى سيتم الكشف عن تفاصيلها لاحقا”.