الخميس, يناير 30, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيرجالات بلادي: الصويري...العصامي الذي خرج من مصنعه "براد الهلال"

رجالات بلادي: الصويري…العصامي الذي خرج من مصنعه “براد الهلال”


رجالات بلادي: الصويري…العصامي الذي خرج من مصنعه “براد الهلال”

أمينة المستاري

من رجالات سوس الذين بزغ نجمهم في سماء المال والأعمال، وترك بصمته في كل بيت مغربي “عبد الله بن محمد بن عبد الله بن أحمد الصويري” أو “مول براد الهلال” على الخصوص، الذي أطلق أولى صرخاته في بيت علم، وحفر في الصخر حتى أصبح من أهم رجالات سوس.

رأى عبد الله الصويري النور سنة 1927 بقرية أساكا من قبيلة آيت صواب باشتوكة آيت باها، في بيت أحد علماء سوس المعروفين “محمد أقاريض الصوابي”، وهو عالم وفقيه  تتلمذ على يد نخبة من فقهاء سوس، وأصبح يدرس في مدارس علمية كمدرسة تانالت…إلى جانب شقيقه أحمد أقاريض.

في هذا الجو الديني والبيئة العلمية ولد عبد الله الصويري، وتشبع بأخلاق حميدة حتى بلغ 10 سنوات، حيث سمح له بالسفر لممارسة وتعلم التجارة، كما هو الحال بالنسبة لمجموعة من أطفال الأسر السوسية،

لكن وجهة عبد الله لم تكن الدار البيضاء كما هي العادة، بل توجه بمعية شقيقه الأكبر عبد الرحمان إلى مدينة الصويرة، ليتاح له تعلم حرفة الصياغة. مع مرور الوقت، وجد نفسه لا يميل إلى هذه الحرفة،

فبعد مدة قصيرة، تبين للطفل الصغير أن طريق الصياغة لن تكون طريقه، فغير مساره وسلك منهج التجارة حتى عرف ب” مول براد لهلال” الذي أصبح شائعا بين المغاربة بوصفه علامة تجارية مغربية، خاصة وأن تجارة شقيقه كانت “الشاي والسكر” المنتوجان اللذان تجمعهما اللمة بالبراد.

حرفة أخيه شكلت مدرسة لقنته أصول التجارة، احتك بالميدان وتمرس جيدا وأتقن قواعده، فكان لا يفارق أخاه في تنقلاته إلى مدينة مراكش من أجل العمل، فكانا صورة طبق الأصل من والدهما وعمهما فقد عرف عنهما ملازمة أحدهما للآخر في مسارهما العلمي،

وارتبط عبد الله وعبد الرحمان بدورهما في مجال التجارة، استقرا في مراكش، وكانا يعرفان بلقب “الصويري” نسبة إلى الصويرة التي قدما منها للعمل في المدينة الحمراء وضواحيها، و كما جاء في المعسول،

ركز الشقيقان على تجارة عمادها التبادل، يبيعان سلعا يجلبانها من الجنوب بالدار البيضاء ثم ينقلان سلع الدار البيضاء الى الجنوب، ومع مرور الوقت انتقلا للاستقرار بالعاصمة الاقتصادية، وعرفا بين رجال الأعمال، حيث وصف المختار السوسي عبد الله الصويري بلباقته وحسن تعامله مع الجميع، وهو منهج اتبعه شقيقه أيضا حتى حازا احترام الزبناء.

تمكن عبد الله الصويري، بعد أن راكم تجربة وممارسة كبيرة في التجارة، من أن يفتتح مصنعا لصناعة “براد الشاي / الهلال” ، إضافة إلى مصنع للبطاريات، وآخر لصناعة الخشب…كما جاء في “المعسول” للمختار السوسي، والعصاميون للدكتور عمر أمرير.

استمر الشاب العصامي في عمله بهمة حتى استطاع أن يصبح رئيس غرفة التجارة والصناعة سنة 1960 وتم تجديد ولايته عدة مرات قبل أن يصبح رئيس جامعة الغرف التجارية والصناعية في المغرب، وليس نجاحه في المجال الاقتصادي الوحيد، بل انتخب برلمانيا لمدة 3 ولايات، كما عرف عنه بناء المساجد وترميمها وشق الطرق والعمل الخيري…

تاريخ عبد الله الوطني يشهد له، فقد عرفت عنه مقاومته للاستعمار سواء داخل المغرب أو خارجه، ماديا ومعنويا، إلى جانب مجموعة من المقاومين كسعيد بونعيلات ومحمد بن سعيد آيت إيدر…وجاء في مصادر عدة أنه كان يعقد اجتماعات للمقاومين في بيته بشكل سري، وكانت زوجته تجمع أسلحة المجتمعين وتخفيها إلى حين انتهائهم من الاجتماع، حتى إذا تعرضوا لمباغتة المستعمر لم يجدوها بحوزتهم، خطة جنبتهم الاعتقال في سجون المستعمر وأفلتوا مرات لعدم وجود أسلحة لديهم.

تاريخ من النضال والعمل جعل عبد الله من الشخصيات السوسية التي أثارت اهتمام المختار السوسي في الجزء الثامن من مؤلفه “المعسول”، لما عرف عنه من حسن الخلق والكفاح والعمل الوطني.





Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات