وسط أجواء مشحونة بالحماس والتشويق، شهد ملعب العربي الزاولي بالدار البيضاء مباراة استثنائية جمعت بين فريق الوداد الرياضي وضيفه المغرب الفاسي ضمن الجولة الـ16 من الدوري الاحترافي المغربي لكرة القدم.
اللقاء، الذي كان محط أنظار عشاق الكرة المغربية، انتهى بفوز كاسح لممثل العاصمة العلمية بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد، في مباراة شهدت أحداثًا درامية وحبكة مليئة بالإثارة حتى صافرة النهاية.
وكانت البداية كانت نارية، حيث شهد الشوط الأول مواجهات تكتيكية مثيرة بين الفريقين، عكست الرغبة الجامحة لكل منهما في تحقيق الانتصار.
فريق الوداد، رغم النقص العددي بعد طرد لاعبه إسماعيل بنقطيب ببطاقة حمراء مباشرة في الدقيقة الـ21، تمكن من افتتاح التسجيل بقدم محمد الرايحي في نفس الدقيقة، في لقطة أثارت جنون الجماهير وأعادت الأمل لهم رغم النقص العددي.
لكن الرد لم يتأخر، حيث أعاد اللاعب البوتسواني كابيلو سيكانيانغ التوازن للضيوف بتسجيله هدف التعادل في الدقيقة الـ39، ما أشعل فتيل المواجهة ورفع من نسق الأداء الفني في الملعب.
ومع نهاية الشوط الأول، كان واضحًا أن الحسم سيكون في الشوط الثاني، الذي لم يكن أقل إثارة.
مع انطلاق الشوط الثاني، تغيرت ملامح المباراة تمامًا. المغرب الفاسي ظهر أكثر تنظيمًا وتركيزًا، مستغلًا التفوق العددي لإحكام سيطرته على مجريات اللعب.
في الدقيقة الـ76، نجح اللاعب محمد البدوي في تسجيل الهدف الثاني بطريقة استعراضية، ما دفع الجماهير الفاسية إلى الاحتفال بحماس كبير.
ولم يمضِ وقت طويل حتى أضاف حميد أحداد الهدف الثالث في الدقيقة الـ82، ضاربًا بذلك طموحات الوداد في العودة.
ومع اقتراب المباراة من نهايتها، ظن الجميع أن الأمور حُسمت، إلا أن محمد البدوي عاد مرة أخرى ليختتم الرباعية بطريقة مثيرة في الوقت بدل الضائع، موجهًا ضربة قاضية لمعنويات لاعبي وجماهير الوداد الذين شهدوا انهيار فريقهم في الشوط الثاني.
هذه الهزيمة وضعت الوداد الرياضي في موقف صعب، حيث تجمد رصيده عند النقطة الـ24 في المركز السادس، بينما قفز المغرب الفاسي إلى المركز الخامس برصيد 25 نقطة، معززًا آماله في المنافسة على المراكز المتقدمة في الدوري.
هذه الخسارة وضعت المدرب موكوينا في عين العاصفة، حيث اشتعلت الانتقادات من جماهير الوداد التي بدأت تفقد صبرها أمام الأداء المتذبذب لفريقها.
وتخيم حالة من الإحباط على عشاق “وداد الأمة”، الذين يرون طموحاتهم في المنافسة على درع البطولة الوطنية تتلاشى مع كل سقوط جديد.
وجعل التراجع الملحوظ في المستوى الكثيرين يتساءلون عن قدرة موكوينا على إعادة الفريق إلى الطريق الصحيح، وسط ضغوط متزايدة لإنقاذ الموسم قبل فوات الأوان.