وسط أجواء يطغى عليها التوتر والغضب الجماهيري، يقف نادي الرجاء الرياضي في واحدة من أصعب محطاته التاريخية، حيث أصبح رئيسه عادل هالا محور الانتقادات الحادة بعد سلسلة من الإخفاقات التي أثرت بشكل مباشر على أداء الفريق وموقعه في الدوري المغربي.
الخسارة الأخيرة أمام نهضة بركان بهدفين نظيفين في الجولة الـ16 من البطولة الاحترافية لم تكن مجرد هزيمة عادية، بل مثلت نقطة فاصلة كشفت عن عمق الأزمة التي يعيشها النادي، والتي تتجاوز مجرد نتائج المباريات لتصل إلى سوء الإدارة والاختيارات الفنية.
ومع تصاعد حدة الانتقادات من الجماهير وألتراس “كورفا سود”، يبدو أن عادل هالا قد وصل إلى نهاية الطريق.
المصادر تؤكد أن استقالة الرئيس الحالي باتت مسألة وقت فقط، حيث من المنتظر أن يعلن موقفه النهائي بعد اجتماع طارئ مع أعضاء المكتب المسير والمنتسبين.
ويأتي هذا التطور في ظل ضغوط غير مسبوقة تطالب بتغيير شامل في إدارة النادي وإعادة بناء الفريق من جديد.
في الوقت نفسه، بدأت أروقة النادي تشهد تحركات مكثفة من شخصيات بارزة تستعد لخوض غمار الانتخابات المقبلة، مع طرح أسماء مثل سعيد حسبان وجواد الزيات كأبرز المرشحين المحتملين لقيادة الرجاء في المرحلة المقبلة.
وبينما يسعى البعض لتقديم ملفاتهم الانتخابية، تواجه الإدارة الجديدة المحتملة تحديات كبيرة، أبرزها تصحيح الوضعية المالية والإدارية للنادي، وتفادي الأخطاء التي شابت الفترات السابقة.
ويجد الرجاء الرياضي، الذي كان رمزًا للتألق على الصعيدين المحلي والقاري، نفسه اليوم في مأزق حقيقي. الفريق يحتل المركز الثامن في ترتيب الدوري المغربي برصيد 23 نقطة فقط، بعد تحقيق 6 انتصارات، و5 تعادلات، و5 هزائم.
هذه النتائج الهزيلة أثارت استياء الجماهير التي لطالما اعتبرت نفسها العمود الفقري للنادي، مطالبة بإصلاح جذري يعيد الرجاء إلى مكانته الطبيعية بين كبار الأندية.
وفي خضم هذه الأحداث، أصدرت ألتراس “كورفا سود” بيانًا قويًا أكدت فيه أن المكتب الحالي فقد شرعيته تمامًا، وأن “الرحيل هو الخيار الوحيد” لإنقاذ النادي.
وشدد البيان على ضرورة ضخ دماء جديدة في القيادة الإدارية والفنية، في وقت يبدو أن صبر الجماهير قد نفد، خاصة مع اقتراب الفريق من موقعة حاسمة ضد صن داونز في دوري أبطال إفريقيا.
ولم تكن الأخطاء الإدارية وسوء التسيير، مجرد ملاحظات عابرة، بل أصبحت عائقًا حقيقيًا أمام تطور الفريق. التغييرات المتكررة في الطاقم الفني وعدم وجود رؤية استراتيجية واضحة كانت عوامل أساسية في تدهور أوضاع الرجاء.
ومع تضاؤل الخيارات أمام عادل هالا، تبدو الاستقالة الخيار الأكثر منطقية لفتح صفحة جديدة للنادي.
ومع كل يوم يمر دون تحسن ملموس، يزداد عمق الأزمة التي يعيشها الرجاء، ما يجعل الخروج من هذا الوضع المظلم تحديًا حقيقيًا.
الجماهير، التي كانت دائمًا الحصن المنيع للنادي، لن تتراجع عن مطالبها برؤية تغييرات جذرية تعيد للفريق مكانته وهيبته.