أطلقت جماهير الرجاء الرياضي، بتنسيق مع بعض المنخرطين ومسؤولي النادي، حملة طموحة تهدف إلى جمع مبلغ 1.5 مليار سنتيم، في خطوة تعكس عمق العلاقة التي تجمع هذا الجمهور بفريقه، خاصة في ظل الأزمات المتكررة التي تعصف بالنادي.
وجاءت المبادرة كجرس إنذار يعيد التأكيد على الدور المحوري للجماهير في إنقاذ الرجاء من ورطة مالية تهدد مستقبل الفريق خلال فترة الانتقالات الشتوية الحالية.
التحركات جاءت في وقت حساس، بعدما انسحب الرئيس السابق، عادل هالا، وترك النادي في وضعية مالية حرجة. هذا الانسحاب المفاجئ أجبر عشاق الفريق على تحمل مسؤولية ثقيلة لضمان استمرار ناديهم المفضل.
وكما هو معروف عن جماهير الرجاء، فقد تحركت سريعًا وأطلقت حملة لجمع التبرعات عبر منصة إلكترونية، متطلعة إلى جمع مساهمات من 6000 متبرع، بقيمة 2500 درهم لكل واحد، من أجل الوصول إلى المبلغ المطلوب.
وأكد رئيس النادي الحالي في تصريحات إعلامية أن الرجاء بحاجة ماسة إلى المبلغ المذكور لسداد ديونه ورفع عقوبة المنع من التعاقدات. القائمة تشمل مستحقات لاعبين بارزين مثل هلال الطير، مروان فخر، ومحمد مورابيط، إضافة إلى مستحقات انتقالات سابقة لصفقات مثل هيثم البهجة وزكرياء حدراف.
هذا الكم الهائل من الديون يسلط الضوء على سوء التسيير الذي عانى منه النادي خلال السنوات الأخيرة، ما أثار موجة غضب واسعة بين الجماهير.
ووسط هذه الأزمة، تزداد التساؤلات حول هوية الرئيس القادم للنادي، خاصة مع اقتراب موعد الجمع العام غير العادي. جماهير الرجاء أبدت رفضًا قاطعًا لبعض الأسماء التي سبق لها أن شغلت مناصب في الإدارة، متهمة إياها بالفشل في تحقيق طموحات النادي.
في الوقت ذاته، يأمل الجميع أن تأتي القيادة الجديدة بخطة إنقاذ شاملة، تضع حدًا لهذه الأزمات وتعيد النادي إلى مساره الصحيح.
رياضيًا، يعاني الفريق من أزمة نتائج، إذ يحتل المركز الثامن في الدوري المحلي برصيد 24 نقطة، وهو ترتيب لا يعكس تاريخ النادي ولا يرضي عشاقه.
وزاد الإقصاء المبكر من دور مجموعات دوري أبطال إفريقيا من عمق الجراح، ما جعل الموسم الحالي واحدًا من أصعب الفصول في تاريخ النادي الأخضر.
في خضم كل هذه التحديات، تبقى جماهير الرجاء وفية لفريقها، مستعدة لبذل الغالي والنفيس لإنقاذه من شبح الانهيار.
وبينما تترقب الجماهير بفارغ الصبر نتائج الحملة وحسم ملف القيادة، يبقى الأمل قائمًا في عودة الرجاء إلى القمة، حيث لطالما كان رمزًا للتألق محليًا وقاريًا.