الإثنين, مارس 17, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربيدول مونديالية.. عندما طوّعت ألمانيا كأس العالم لخدمة التنمية الاقتصادية

دول مونديالية.. عندما طوّعت ألمانيا كأس العالم لخدمة التنمية الاقتصادية


كان مونديال 2006 في ألمانيا بمثابة مهرجان كروي يرفرف فيه علم الوحدة والتنوع، إذ تحولت المدن الألمانية إلى مسارح نابضة بالحياة استضافت أكثر من 3 ملايين مشجع من مختلف أنحاء العالم.

الجماهير، بكامل حيويتها، كانت هي القلب النابض للبطولة، مُحوّلة الحدث إلى تجربة احتفالية لا تُنسى.

في خلفية المشهد، كانت أجواء المونديال مشحونة بروح من الود والتفاعل الثقافي الذي خلق بيئة فريدة من نوعها، إذ تجاوزت المنافسات الرياضية حدود الملعب لتصبح مناسبة للتواصل والتفاهم بين الشعوب، تحت سماء آمنة ومنظمة.

وأشادت تقارير صحفية عديدة بهذه الأجواء، معتبرة أنها تمثل نموذجًا يحتذى به في استضافة الأحداث الكبرى.

الإعلام بدوره كان شريكًا أساسيًا في هذا النجاح الباهر، حينما وفرت تقنيات البث المتطورة للمشاهدين فرصة متابعة البطولة بكل تفاصيلها، ليصل تأثيرها إلى مليارات المتابعين حول العالم.

تقرير صادر عن الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” أشار إلى أن البطولة حققت رقمًا قياسيًا في المشاهدات التلفزيونية، مما ساهم في تعزيز مكانة ألمانيا كدولة متميزة في استخدام الرياضة كأداة للتواصل العالمي.

لكن تأثير المونديال لم يتوقف عند الأهداف المرسومة في الملاعب، فقد أظهرت البطولة القيم النبيلة للتسامح والتنوع، حيث توحدت الشعوب في لحظات من الفرح والاحتفال، وهو ما أضاف بُعدًا إنسانيًا عميقًا لهذا الحدث الرياضي.

ووصفت الصحافة هذا المونديال بـ”بطولة المشاعر”، مؤكدين أن الرياضة، بما تملكه من قوة، يمكن أن تبني جسورًا للتفاهم بين الأمم.

وكتتمة لملف “دول مونديالية” التي تقدمه جريدة “مدار21” خلال شهر رمضان المبارك، نواصل في الحلقة الثانية تسليط الضوء على تجربة ألمانيا في استضافة النسخة الثامنة عشر من بطولة كأس العالم لكرة القدم عام 2006.

تأثير استثمارات البنية التحتية على الاقتصاد الألماني

تأثير استثمارات البنية التحتية والملاعب لاستضافة كأس العالم يختلف من دولة إلى أخرى، وهو مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالسياق الاقتصادي للبلد المستضيف، وفق الصحافي الاقتصادي، سعد مفكر.

كما تابع مفكر في تصريح لجريدة “مدار21″، أن ألمانيا، في عام 2005، راهنت بشكل كبير على بطولة كأس العالم لتنشيط الاقتصاد ودعمه.

دفع كأس العالم 2006 بالاقتصاد الألماني

وذكر مفكر أن الخبراء الاقتصاديين توقعوا أن تساهم استضافة ألمانيا لكأس العالم 2006 في رفع النمو الاقتصادي بنسبة 0.5%.

كما أوضح أن هذا التأثير كان واضحًا في قطاعات البنية التحتية والسياحة والخدمات الأمنية، إذ استثمرت ألمانيا حوالي 6 مليارات دولار في هذا الحدث الرياضي.

موازنة مونديال ألمانيا 2006

كما أورد الصحافي الاقتصادي أن موازنة تنظيم كأس العالم 2006 في ألمانيا بلغت 430 مليون يورو، فيما وصلت عائدات بيع التذاكر إلى أكثر من 200 مليون يورو.

وتابع المتحدث ذاته أن هذه الأرقام تشير إلى النجاح المالي الذي حققه الحدث رغم النفقات الكبيرة التي تم صرفها.

نمو طويل الأمد بفضل كأس العالم

وأشار مفكر إلى أن النمو الذي حققته ألمانيا كان بفضل استثمارها في البنية التحتية والملاعب، إذ ساعدت هذه التحسينات في تسريع نمو الاقتصاد الألماني على المدى الطويل.

وأضاف أن قطاعي البناء والنقل استفادا بشكل كبير من المشاريع التي تمت في المدن المضيفة، مما ساهم في تحسين التنقل الحضري.

الفوائد الاقتصادية غير المباشر

مفكر، لفت الانتباه إلى أن كأس العالم 2006 أسهم في تعزيز صناعة الرياضة المحلية وزيادة استثمارات الشركات في النقل التلفزيوني، والإعلانات، وحقوق الرعاية.

كما شدد على أن الأندية الألمانية استفادت من منح مالية كبيرة مقابل تخصيص ملاعبها لهذا الحدث الرياضي العالمي.

تأثير كأس العالم على صورة ألمانيا

وتابع مفكر أن كأس العالم ساعد في تحسين صورة ألمانيا على المستوى الدولي، معززًا مكانتها كدولة رائدة في مجال الرياضة.

وواصل حديثه قائلا: “العوائد المالية المباشرة من مبيعات التذاكر، حقوق النقل، والإعلانات، إلى جانب الفوائد غير المباشرة، كانت قادرة على تعويض جزء من النفقات”.

الاستثمارات التي تعزز الاقتصاد الوطني

واختتم المتحدث ذاته تصريحاته قائلا إن النفقات التي تم صرفها على استضافة كأس العالم 2006 قد تبرر جزئيًا العوائد الاقتصادية، وذلك بالرغم من وجود نفقات أولية كبيرة، إلا أن الفوائد الاقتصادية كانت كبيرة على المدى الطويل، سواء في تحسين صورة ألمانيا، جذب السياحة، أو تعزيز قطاع البناء والنقل.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات