احتفت شركة “جسور” للإنتاج والخدمات الإعلامية، مساء اليوم السبت، بإصدار أربعة مؤلفات لكتاب شباب، ونظمت حفل توقيع لها، وذلك دعما لإبداع الشباب، في حفل احتضنه مقر النقابة الوطنية للصحافة المغربية بالعاصمة الرباط.
ويتعلق الأمر بكتب: “النبوغ المغربي.. استكشافا واستئنافا” لعدنان بنصالح، و”مقالات ومذكرات مغترب” لهشام بن محمد البشري، و”هلوسات الجنوبي” لإبراهيم السكوري. وكل هذه الكتب كانت قد نُشرت في البداية على شكل حلقات على جريدة “العمق” قبل أن تُطبع في شكل مؤلفات.
وفي كلمة له خلال تقديم هذه المؤلفات، عبّر محمد لغروس، مدير شركة “جسور” للإنتاج والخدمات الإعلامية، عن سروره وسعادته الغامرة بتقديم هذه الإصدارات، التي بادرت الشركة إلى طباعتها ونشرها لهؤلاء الكتاب الشباب.
وإذا كان مالك بن نبي يقول: “إن الأمة التي لا تقرأ تموت قبل أوانها”، فبالأحرى الأمة التي لا تكتب ولا تنتج ولا تؤلف”، يقول محمد لغروس متحدثا عن أبرز الدوافع التي جعلت شركة “جسور” تحتضن إصدار هذه المؤلفات.
أما الدافع الثاني، بحسب المتحدث، فيتعلق بقناعته بضرورة أن يلتحم الإعلام بالأدب والفكر والإنتاج الأكاديمي عموما، مشيرا إلى رغبته في إنشاء مركز يهتم بالدراسات والإنتاج والتكوين في مجال الإعلام.
https://www.youtube.com/watch?v=NFHiVK7s_oc
بينما يتمثل الدافع الثالث في ضرورة أن يظل موقع “العمق”، الذي تُصدره شركة “جسور”، منفتحا على الإنتاج الفكري في ظل تدني أرقام القراءة في العالم العربي، كما يقول لغروس، واصفا هذه المبادرة بأنها “صغيرة لكن بأبعاد ودلالات عميقة وكبيرة.”
من جانبه، قال عدنان بن صالح، مؤلف كتاب “النبوغ المغربي.. استكشافًا واستئنافًا”، إن كتابه يتناول تراجع عدد من الأعلام الذين عاشوا في عصور مختلفة من تاريخ المغرب، بدءا من عبد الله بن ياسين وصولا إلى المهدي المنجرة.
وأضاف أن كتابته لهذا العمل جاءت بدافع من رغبة شخصية واطلاع ذاتي على مسارات العديد من الشخصيات التي ساهمت في بناء “مغرب العطاء والحضارة والتميز”. كما انطلقت الكتابة أيضًا من سعيه لتقديم لمحات من النبوغ المغربي للناشئة وللجيل المعاصر.
وأوضح أنه التزم في البداية بنشر تراجم 8 أعلام على شكل مقالات في جريدة “العمق” خلال إحدى فترات رمضان، بعدها قال: “لماذا لا أستمر؟”، فرفع سقف الطموح إلى 100 شخصية، لكنه أشار إلى أنه لم يتسنّ له إلا الكتابة عن 56 شخصية.
وتحفّز بن صالح كذلك بـ”الإقبال المتزايد على المغرب وثقافته”، فاستثمر مفهوم “تمغربيت” من خلال جانبها المرتبط بالبعد الحضاري، مشيرا إلى أنه عمل على تراجم رجال ونساء كان لهم أثر كبير في بناء هذه الحضارة. كما أشار إلى أن الكتاب يغطي الفترة الممتدة من منتصف القرن الخامس الهجري إلى القرن الرابع عشر الهجري.
واستند الكتاب إلى أزيد من 111 مرجعًا ومصدرا، بالإضافة إلى ما نُشر في مجموعة من المجلات والمصادر الأخرى. ويصنف الكتاب ضمن تخصص “اجتماعيات الثقافة”، حيث قال بن صالح في كلمة له خلال الحفل: “حاولت أن أقدّم الشخصية في قلب السياق التاريخي والثقافي للمغرب”.
أما إبراهيم السكوري، صاحب كتاب “هلوسات الجنوبي”، فقد بدأ كلمته بقول: “اللي لقى راسو فالهبال ما عندو ما يدير بالعقل”، ليشير إلى أن المؤلف عبارة عن نصوص ساخرة تُعالج قضايا اجتماعية رصدها قلم الكاتب.
واعتبر السكوري، في كلمته خلال الحفل، أن “اللغة الساخرة تسمح لك بقول ما لا تسمح به اللغة المباشرة بالتعبير عنه”. موضحًا أن بين سطور هذه اللغة الساخرة والمضحكة يوجد الكثير من الألم.
وأضاف: “المعيق الذي كان يخيفني من تحويل النصوص الساخرة من صيغتها الإلكترونية إلى الورقية هو ارتباطها بسياق محدد، لأن الكثير من النصوص تفقد زخمها إذا تم بترها من سياقها”. ودعا القراء إلى قراءة كل نص في الكتاب ضمن سياقه.
جدير بالذكر أن هشام بن محمد البشري، صاحب كتاب “مقالات ومذكرات مغترب”، الذي يقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، تعذر عليه الحضور. وبعث اعتذاره للحاضرين في الحفل عبر مدير شركة “جسور”، محمد لغروس.