في ظل تزايد أعداد الإصابات والوفيات جراء داء الحصبة أو “بوحمرون”، دعا الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، المواطنين إلى المشاركة الفعالة في حملة التطعيم الوطنية، مؤكداً أن الارتفاع الحاد في الحالات يعود بشكل كبير إلى تراجع الإقبال على التلقيح خلال السنوات الأخيرة، لا سيما بعد جائحة كوفيد-19.
وأوضح بايتاس، خلال ندوة صحافية أعقبت المجلس الحكومي الخميس 23 يناير 2025، أن ضعف الإقبال على التطعيم يعود إلى انتشار الشائعات المغلوطة حول اللقاحات على مواقع التواصل الاجتماعي، مشدداً على ضرورة التصدي لهذه الإشاعات التي “تبالغ في تهويل الأعراض الجانبية للتطعيم”.
وأشار إلى أن الحكومة سارعت عبر وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى معالجة الوضع من خلال إطلاق حملة استدراكية وطنية للتلقيح منذ أكتوبر الماضي، مع تمديدها حالياً لضمان الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين. وأضاف الوزير أن الحكومة تعمل بالتنسيق مع عدد من الوزارات، منها الداخلية والتربية الوطنية، لضمان تطعيم الفئات المستهدفة، خاصة الأطفال والمخالطين.
وكشف مدير مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بوزارة الصحة، محمد اليوبي، أن عدد حالات الإصابة بالحصبة منذ سبتمبر 2023 وصل إلى 25 ألف حالة، مع تسجيل 120 وفاة حتى الآن، أغلبها بين الأطفال دون سن الخامسة والبالغين فوق سن 37. ووصف هذه الوضعية بـ”الوبائية”، مقارنة بالسنوات الماضية التي كانت تسجل حالات معدودة.
وفي سياق متصل، انتقدت النائبة البرلمانية عن فيدرالية اليسار الديمقراطي، فاطمة التامني، استجابة الحكومة للأزمة الصحية، معتبرةً أن “استمرار تجاهل الحكومة لمطالب الأطر الصحية ونقص التجهيزات يعمقان معاناة القطاع”. وأشارت التامني في سؤالها الكتابي إلى وزير الصحة إلى أن الاحتجاجات والإضرابات التي تنظمها النقابات الصحية تسلط الضوء على أوضاع متردية تؤثر على جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.
كما دعت النائبة الحكومة إلى اتخاذ إجراءات فورية لضمان التكفل بمرضى الحصبة، وتحسين ظروف عمل الأطر الصحية، والتفاعل مع مطالبهم التي تشمل زيادة الموارد البشرية والتجهيزات الطبية، لضمان تقديم خدمات صحية ذات جودة.
وفي ظل هذه الانتقادات، أكدت الحكومة أنها اتخذت تدابير لتعزيز نظام اليقظة والتتبع من خلال 12 مركزاً للطوارئ الصحية على المستوى الوطني. ومع ذلك، يبقى السؤال: هل تكفي هذه الإجراءات لتجاوز أزمة الحصبة وضمان نظام صحي قادر على التصدي لمثل هذه التحديات.