تحتفل الجزائر بالذكرى السبعين لعيد الثورة و الذي يصادف الفاتح من نونبر من كل سنة، حيث يتم تنظيم مجموعة من الأنشطة الوطنية و اتخاذ عدد من التدابير أبرزها إصدار العفو عن المعتقلين.
لكن الحدث الذي استأثر باهتمام الصحفيين و المتابعين هذه السنة، هو قرار الجارة الشرقية بحظر المجال الجوي و إلغاء عدد من الرحلات سواء محلية أو دولية وذلك ابتداءا من 21 أكتوبر الماضي، الشيء الذي خلق نوعا من الارتباك في برامج شركات الطيران.
هذا و قد بلغ مجموع الرحلات الملغاة حسب بيان أصدرته الخطوط الجوية الجزائرية، 34 رحلة منها 12 رحلة دولية و22 رحلة داخلية وذلك خلال الفترة الممتدة بين 21 أكتوبر و1 نونبر.
و بحكم أنه لم يصدر أي بيان رسمي يوضح السبب الرئيسي لهذا الإجراء الغير مسبوق، تباينت التأويلات و التكهنات عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث اعتبرها البعض بسبب الظروف المناخية الاستثنائية، في حين وجد مفسرون آخرون ضالتهم أنها قد تكون بحجّة عملية تلقيح السحب.
الأستاذ الجامعي عبد الرحيم منار اسليمي وضّح أن هذه القضية أخطر مما يتصور، حيث قال أن الغرض الأساسي لمنع الطيران في الفترة الممتدة بين 21 أكتوبر و 01 نونبر كان بقرار من رئيس الأركان، السعيد شنقريحة، بعدما توصل إلى معلومات سرية تفيد أن مجموعة من الضباط و الجنود كانوا بصدد التحضير لـ “انقلاب عسكري”.
و أضاف رئيس المركز الأطلسي للدراسات الاستراتيجية والتحليل الأمني بأن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون كان سيتعرض لقصف جوي رفقة شنقريحة من تنفيذ طيارين عسكريين و ذلك أثناء تواجدهما بالمنصة الشرفية على هامش الاستعراض العسكري المقام بمناسبة احتفالات فاتح نونبر.
من جانب آخر، فإن غياب عدد من الدبلوماسيين و رؤساء الدول عن حضور هذه المناسبة، ناهيك عن فرار عدد من العسكريين و الترتيبات الأمنية “الهائلة” الني حظيت بها منصة الرئيس تبون، كلها مؤشرات تبين أن الوضع خطير للغاية حسب اسليمي دائماً.
و لم يستبعد ذات المحلل السياسي أن يكون هذا التمرد سببه الجناح المنتمي لرئيس الأركان السابق، أحمد قايد صالح، في ظل الانشقاقات و التصدعات التي تعرفها المؤسسة العسكرية بالجزائر.