الإثنين, مارس 31, 2025
Google search engine
الرئيسيةالشامل المغربي“حميد المهداوي”.. “حلايقي” افتراضي التصق عنوة بالصحافة

“حميد المهداوي”.. “حلايقي” افتراضي التصق عنوة بالصحافة


سمير الحيفوفي

جاهل ذاك الذي قد يظن “حميد المهداوي” صحفيا، ولا يركن إلى اليقين القائل بأنه مجرد “يوتيوبر” وجد في رحبة “يوتيوب” ما يجعله يتمسح ببلاط صاحبة الجلالة، حتى يختلط الأمر على غير العارفين، الذي قد يزجون به دون علم منهم وعنوة في مهنة أصبحت مهنة من لا مهنة له.

والأكيد أن في زمننا هذا أصبح الكل صحفيا، فيكفي التزود بهاتف ذكي متصل بشبكة الأنترنيت، وفم مفتوح ولسان سليط، ثم التحدث في كل شيء، مثل “حمدي المهداوي”، ليظن الجميع أن المتحدث صحفي، لكن الفرق كبير والبون شاسع بين بياعين الكلام والصحفيين، ولو أن البعض يرى الفرق مجرد شعرة.

وإن بسط “حميد المهداوي”، نفسه في “يوتيوب”، فهل ذاك يخول له صفة صحفي؟ قطعا لا، لأن الصحفي يتجاوز ما يقوم به الـ”يوتيوبرز”، الذي ينشر المحتوى الذي يراه مناسبا لنفسه وقادرا على خلق الـ”بوز” ومن ثمة تحقيق أرباح له، بينما الصحفي فهو ينضبط للأخلاق والأعراف والقوانين، وليس كل ما يعرفه يقوله أو ينشره فهو يحترم المحاذير حتى لا تترامى التداعيات لأبعد من مجال السيطرة. لماذا؟

لأن الصحفي يتحرى تنفيذ مهمة مقدسة، تتمثل في نقل الخبر بكل تجرد، فهو يقدس الخبر ولا شيء غيره، ونقل هذا الخبر لا يتم إلا بعد التدقيق والتمحيص، ومطابقة المصادر بعد التأكد من موثوقيتها، أما التعليق فتركه للقراء أو المشاهدين، لكن الـ”يوتيوبرز” أمثال “حميد المهداوي”، فهم في حل من كل هذه الضوابط، فيفترون أخبارا زائفة، ولا يولون أهمية لفلترتها، ويزيدون على ذلك بتعليقهم، الذي دائما ما يصب نحو غاية خلق الـ”بوز”، ولا شيء غير التربح منه.

وإذ الصحفي يتعامل مع كل الأحداث مثلما يتعامل مع أفعى، فإنها يعالجها ويقدمها إلى قرائه ومتابعيه بعدما يكون قد أكمل مسؤوليته في التحلي بكل المصداقية المطلوبة لأجل ذلك، لكن “حميد المهداوي”، الذي يحاول إقناعنا بأنه صحفي بعدما طرأ على هذا المجال، يتحلل من كل هذا، ولا يقيم وزنا إلا لنشر محتويات تتعلق بأحداث تجعل منها فرصا لتحقيق عائدات أعلى، أما المهمة المقدسة في الإخبار والإفهام لأجل تكوين رأي عام، فهو أمر جلل عليه ولا يستطيعه البتة.

إن “حميد المهداوي” قد يكذب على البعض مثلما كذبت عليه رأسه، لكنه لم وأبدا لن يكون صحفيا، حتى ولو وجد الباب مشرعا أمامه ولا حراس يحرسون المهنة، فهو مجرد “حلايقي” في العالم الافتراضي، يبدأ بعبارة “حوتي المغاربة”، ومن ثمة يسترسل في التهريج عبر التهويل والادعاء ونفث الإشاعات، بعيدا عن كل مهنية أو حصافة قد تجعله الصحفيين أنفسهم يقبلونهم بينهم، لكن هي هكذا الأيام حينما تسود الغوغاء يختلط البشر والبقر ولا يعرف الصحفي من الـ”يوتيوبر”.



Source link

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -
Google search engine

الأكثر شهرة

احدث التعليقات