تدخل الممثلة دنيا بوطازوت إلى دائرة الجدل في كل موسم رمضاني من خلال الأعمال التي تقدمها، إذ يكون حضورها بها كفيلا لفتح باب النقاش والسجال الذي يختلف موضوعه من سنة لأخرى.
ففي هذه السنة ركز منتقديها على حضورها القوي في موسم رمضان من خلال مشاركتها في أربعة أعمال رئيسية في قنوات مختلفة، إلى جانب ظهورها في وصلة إشهارية تعرض على شكل سلسلة قصيرة، متهمين إياها بـ”الاحتكار” للتلفزيون.
ولم تنل بوطازوت، التي أصبحت “علامة مسجلة” وتكون الخيار المناسب لمعظم صناع الأعمال الذين يراهنون على حضورها لنجاح العمل مما يجعلها حاضرة في جل الأعمال الرمضانية، الانتقاد فقط من نقاد وجمهور، بل دخل مجموعة من زملائها في الوسط الفني على الخط، مستغلين ظرفية اتهامها بـ”الاحتكار” لمهاجمتها.
ويرى البعض أنه لا يجب مساءلة دنيا بشأن حضورها القوي في التلفزيون وربط مشاركتها بأعمال عدة بتغييب أسماء أخرى، لأنها “ممثلة” وليست منتجة لهذه الأعمال، وبالتالي حضورها يرتبط بالطلب.
ولم يفوت بعض الممثلين الفرصة لمهاجمة بوطازوت لحضورها القوي في أعمال رمضان، رافضين هذا “الاحتكار” وعادين أنها سبب تغييبهم وأسماء أخرى من المشاركة في الأعمال المعروضة.
وليست هذه السنة الأولى التي تتعرض فيها الممثلة دنيا بوطازوت للهجوم، إذ أصبح اسمها يرتبط بالجدل في كل موسم رمضاني، ففي السنة الماضية شنت ضدها حملة انتقادات بسبب تجسيدها دور “متوسلة” في مسلسل “جوج وجوه”، من قبل متسولين عدوّها تسيء إليهم، وتدفع المغاربة إلى عدم مساعدتهم، كون المسلسل يضع ظاهرة التسول أمام عدسات الكاميرا، وينقل كواليس عصابات تحترف هذا المجال وتتخذ منه مهنة لتكديس الأموال، واستغلال عاطفة المغاربة بادعاء المرض أو التكفل برضيع.
وفي موسم آخر، انتقدت بوطازوت بسبب تجسيدها دور “الشيخة” في مسلسل “المكتوب”، وشنت ضدها حملة من رجال الدين ونشطاء اعتبروا أنها تسيئ للمرأة المغربية وتشجع على “الفجور” في شهر رمضان.
وانتقدت بوطازوت أيضا في وقت سابق بسبب سلسلة “ولاد يزة” من قبل أساتذة دشنوا حملة في حقها لاعتبارهم أن العمل يسيء إلى الصورة الاعتبارية للمعلم.
وأصبحت بوطازوت تشكل “مادة دسمة” و”محط جدل” بالأدوار التي تُقدمها في أعمالها الدرامية وحتى الكوميدية، ويكون حضورها بها كفيلا لإثارة الجدل وتسليط الضوء على هذه الأعمال.
وفي كثير من المرات، كانت بوطازوت تتعرض للهجوم قبل انطلاق الأعمال التي تشارك فيها، بحسب جمهورها الذي يدافع عنها، عادين أـن هذه “حملات ممنهجة” تكون مدفوعة للتحريض ضدها، خاصة وأنها تسرق الأنظار من منافسيها في الأعمال الدرامية والكوميدية المعروضة.
جمهور بوطازوت يعتبرها ورقة رابحة للعمل، ومنقذة لمعظم المسلسلات التي تشارك فيها، واصفين إياها بالمشخصة رقم “1” في المغرب، ومشيدين بقدراتها في ارتداء عباءة الشخصيات التي تقدمها، وفق ما عاينته الجريدة في عدد من التعليقات على منشورات حول أعمالها.
هذه الإشادة لم تنلها بوطازوت من قبل نقاد للفن، الذين اعتبروا أنها تكرر نفسها في التجسيد والتشخيص لمختلف الأدوار التي تُسند إليها، إلى جانب احتكارها للتلفزيون، الذي من شأنه أن يضيع المشاهد بين أدوارها.
الناقد الفني فؤاد زويرق يقول في وصفه إنه لا يلمس شخصيا أي اختلاف في أداء الممثلة دنيا بوطازوت رغم اختلاف الشخصيات والأعمال، مضيفا: “نفس النبرة البدوية، نفس اللكنة، نفس التعابير المستخدمة، نفس الأداء، نفس الإيقاع، نفس الانفعالات، فحتى الصراخ هو نفسه”، غير أنه لم يعترض على كون الممثلة دنيا بوطازوت تعد من أفضل الممثلات.
وانتقد الناقد ذاته احتكار بوطازوت لأربعة أعمال في الموسم الرمضاني الواحد، مشيرا أيضا في تدوينة على حائط حسابه الرسمي بموقع “فيسبوك” إلى كون مسلسل “الدم المشروك”، يعد مسلسلا مصريا بلهجة مغربية في تحليله للعمل.
الناقد واكريم، بدوره انتقد تشخيص بوطازوت للأدوار التي تقدمها، عادا أنها تمثل جميعها بالطريقة ذاتها مما يدخلها في النمطية.
وفي تصريح سابق لجريدة “مدار21” رفضت بوطازوت اتهامها باحتكار شاشات التلفزيون في موسم رمضان، مؤكدة أن مهنتها “ممثلة”، وبالتالي حضورها في أكثر من عمل يعد أمرا طبيعيا.
وأضافت بوطازوت أنها تجسد “شخصيات مختلفة خلال هذا الموسم، وهي شخصيات أعجبتني، إضافة إلى أنني درست أربع سنوات من أجل أن أظهر في التلفزيون وأعمل في الميدان، لذلك لا يمكن لأحد أن يحاسبني على ظهوري”.
وأوضحت بوطازوت أنها لا تنافس نفسها، وكل الأعمال التي تشارك فيها هي أعمال قدمتها عن اقتناع، مضيفة “لا يمكنني أن أشارك في عمل لم يعجبني، إذ عرضت علي الكثير من الأعمال ولم أوافق عليها، وإذا أردت أن أحضر بأكثر من 8 أعمال في السنة فيمكنني ذلك”.
وقالت إن “هناك أعمال نصورها قبل رمضان بأشهر عديدة، ويصادف عرضها في رمضان، مما يظهر للجمهور أننا قدمنا العديد من الأعمال في رمضان”.
وتحضر بوطازوت بشكل قوي في التلفزيون، إذ تشارك أيضا في مسلسل “أنا وياك” الذي يعرض على شاشة القناة الأولى وسلسلة “ولاد يزة” التي تعرض على القناة ذاتها، إلى جانب حضورها في القناة الثانية بمسلسل “الدم المشروك”، ومشاركتها في مسلسل “يوم ملقاك” الذي يبث أيضا في شهر رمضان على شاشة قناة “إم بي سي 5”.
وأكدت بوطازوت أن جميع الشخصيات التي تجسدها في الموسم الجديد من الأعمال التلفزية، تعكس اختياراتها التي تكون بعناية، مشيرة إلى أنها لا تشارك في كل الأعمال التي تعرض عليها، بل تنتقي الأفضل بالنسبة إليها.