في خطوة أثارت موجة من الجدل والانتقادات اللاذعة، وجد الدولي المغربي السابق المهدي كارسيلا نفسه في قلب عاصفة إعلامية شنتها الصحافة البلجيكية على خلفية موقفه من الاحتفال برأس السنة الميلادية.
وتحوّل مقطع فيديو قصير نشره كارسيلا إلى شرارة أشعلت النقاشات، حيث دعا فيه المسلمين إلى الامتناع عن المشاركة في احتفالات رأس السنة، واصفاً إياها بغير المتوافقة مع القيم الإسلامية.
وأصبح اللاعب، الذي ولد ونشأ في بلجيكا، محط انتقاد واسع من طرف الإعلام المحلي، الذي وصف تصرفه بـ”المسيء” لمعتقدات وثقافة البلد الذي نشأ فيه.
وذهبت بعض وسائل الإعلام إلى حد اعتبار موقف كارسيلا بمثابة تطاول على عادات بلجيكا وأعرافها، متجاهلة السياق الديني الذي يتحدث منه اللاعب.
ويبدو أن التوتر بين انتمائه الديني وهويته الثقافية الأوروبية كان في صلب النقاشات المثارة حوله.
تاريخ كارسيلا الحافل في الملاعب البلجيكية، حيث تألق بقميص عدد من الأندية الكبرى وترك بصمة لا تُنسى، لم يشفع له أمام سيل الانتقادات.
وبدأت الصحافة البلجيكية التي لطالما تغنت بأدائه الرياضي انقلبت عليه، تتساءل عن تأثير مثل هذه التصريحات على التعايش بين مختلف المكونات الدينية والثقافية في البلاد.
ويجد كارسيلا، الذي اعتزل كرة القدم مطلع هذا العام ليتجه إلى عالم التدريب، نفسه اليوم في موضع دفاع عن موقفه الذي يستند إلى قناعات شخصية ودينية.
ويبدو أن اللاعب السابق الذي خاض 22 مباراة مع المنتخب الوطني المغربي، وسجل حضوراً مميزاً في كافة الفئات السنية للمنتخبات البلجيكية، يواجه الآن اختباراً مختلفاً تماماً خارج الملاعب، يتعلق بحرية التعبير واحترام التعددية الثقافية.
وفتحت الحملة الإعلامية ضد كارسيلا باب النقاش حول الحدود بين التعبير عن القناعات الشخصية واحترام خصوصيات المجتمع المضيف.