تشهد مدينة الدار البيضاء حاليًا ديناميكية غير مسبوقة في مختلف مقاطعاتها، حيث أطلق المجلس الجماعي الحالي برئاسة نبيلة الرميلي سلسلة من المشاريع الرامية إلى تحسين البنية التحتية والمظهر العام للعاصمة الاقتصادية للمملكة.
هذه الجهود المكثفة تأتي استجابةً لمطالب المواطنين المتكررة، الذين أبدوا استياءهم من حالة الشوارع والأحياء، وكذلك استعدادًا لاحتضان أحداث رياضية كبرى مثل كأس أمم إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030.
في هذا السياق، شرعت مقاطعات عدة في تسريع وتيرة أعمال التهيئة، مع التركيز على إعادة تعبيد الطرق، صيانة الأرصفة، وتحسين الإنارة العمومية.
وتشمل هذه الإصلاحات إعادة تأهيل المساحات العامة، وإصلاح الأثاث الحضري المتضرر بفعل الزمن والتغيرات المناخية. هذه التحركات تعكس رؤية جديدة تهدف إلى جعل الدار البيضاء مدينة حديثة بمواصفات تتماشى مع المعايير الدولية.
ومن بين المشاريع الرائدة التي أطلقتها جماعة الدار البيضاء، هناك خطة شاملة لصيانة الأثاث الحضري، والتي تشمل الأعمدة، الحواجز، فواصل الطرق، والمقاعد الحضرية.
وقد تم وضع آلية متطورة لمراقبة هذه التجهيزات يوميًا، مع ضمان تدخل سريع عند الحاجة، في خطوة ترمي إلى الحفاظ على جودة وجمالية المدينة.
ولتشجيع مشاركة المواطنين، فتحت الجماعة الباب أمامهم للإبلاغ عن الأعطاب والمشاكل عبر المنصة الإلكترونية “chikaya.ma”، بهدف تحسين سرعة الاستجابة وتقليل فترات تعطل المرافق العامة.
الجهود لم تقتصر فقط على البنية التحتية، بل امتدت إلى تعزيز المساحات الخضراء، حيث يشرف مجلس مقاطعة سيدي البرنوصي، بالتعاون مع قسم المساحات الخضراء بجماعة الدار البيضاء، على عمليات تشجير واسعة النطاق.
هذه الحملة، التي شملت شارع جنين ومدخل حي القدس الشمالي، لم تقتصر على غرس الأشجار، بل شملت تهيئة المحابس وتنسيق الحدائق وفقًا لمعايير جمالية حديثة، مما يضفي رونقًا جديدًا على المشهد الحضري.
وقد حظيت هذه التحسينات بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر العديد من السكان عن رضاهم عن الجهود المبذولة، مشيرين إلى أن هذه الإصلاحات طال انتظارها.
فيما البعض دعا إلى ضرورة تعزيز برامج التوعية لضمان استمرار الحفاظ على النظافة وجمالية المرافق العامة، وعدم الاقتصار على حملات موسمية تفتقد للاستدامة.
كما دعا عدد من النشطاء وفعاليات المجتمع المدني بقطع مع سياسة الترقيع وأن تكون هذه الإصلاحات في البنية التحتية جيدة خاصة أن التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها مدينة الدار البيضاء كشفت عن هشاشة البنية التحتية في العديد من المناطق، حيث تحولت الشوارع والأزقة إلى برك مائية وحفر عميقة أعاقت حركة السير وتسببت في أضرار بالغة للمركبات والمارة.
ومع اقتراب موعد الفعاليات الرياضية الكبرى، تضع الدار البيضاء نفسها على سكة التحول الكبير، في محاولة لإعادة بريقها كواحدة من أكبر العواصم الاقتصادية في إفريقيا.
إلا أن نجاح هذه الخطط سيظل رهينًا بمدى التزام السكان والجهات المنتخبة على حد سواء بالحفاظ على هذه المكتسبات، وتحويلها إلى جزء من الثقافة الحضرية الدائمة للمدينة.