الدار/ تحليل
تمكنت الأجهزة الأمنية المغربية، بالتعاون والتنسيق بين مختلف الفرق المتخصصة ومديرية مراقبة التراب الوطني والمكتب المركزي للأبحاث القضائية، من إحباط مخطط إرهابي وشيك كان يهدف لتنفيذ سلسلة من التفجيرات في مناطق حساسة. العملية التي نُفذت في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، أسفرت عن توقيف أربعة إرهابيين مرتبطين بتنظيم “داعش” في منطقة حد السوالم بإقليم برشيد، حيث كانوا في مرحلة التحضير لتنفيذ عمليات تخريبية باستخدام مواد متفجرة.
العملية التي قادتها عناصر القوة الخاصة للمخابرات المغربية “DGST”، بتنسيق تام مع المكتب المركزي للأبحاث القضائية “BCIJ”، جاءت نتيجة لمعلومات استخباراتية دقيقة وفرتها المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني. هذا التعاون الاستثنائي شمل الدعم الميداني من الفرقة الجوية للدرك الملكي والمركز القضائي، حيث قاموا بتنسيق التدخلات في مواقع متعددة.
استهدفت العملية منزلين سكنيين في منطقتين مختلفتين داخل حد السوالم، حيث تم ضبط مجموعة من المواد المشبوهة التي كانت تُستخدم لتحضير المتفجرات. كما أسفرت عمليات التفتيش عن العثور على أسلحة بيضاء، قنينات تحتوي على سوائل كيميائية، أسمدة كيمائية، وأملاح متفجرة، إضافة إلى معدات تستخدم في صناعة المتفجرات مثل الأسلاك الكهربائية وأشرطة لاصقة. هذه المواد تم إرسالها إلى الخبراء التقنيين لإخضاعها للتحليل المعمق.
كانت الأبحاث الاستخباراتية قد بدأت منذ فترة طويلة بعد أن رصدت المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني شريط فيديو يظهر فيه المشتبه فيهم وهم يؤدون “البيعة” لتنظيم “داعش” الإرهابي، ويتعهدون بالانضمام إلى معسكراته في منطقة الساحل لتنفيذ هجمات إرهابية على الأراضي المغربية. ووفقاً للمصادر الأمنية، فإن هذه الخلية كانت في مرحلة تحضير المواد المتفجرة، حيث قام الموقوفون بزيارة أربع محلات لبيع المواد الكيميائية اللازمة لصناعة المتفجرات، ثم قاموا بتخزينها في أحد المنازل وتحضيرها للاستخدام في عمليات تجريبية.
بالإضافة إلى التفتيش، قام فريق مختص من الشرطة السينوتقنية باستخدام الكلاب المدربة للكشف عن المواد المتفجرة، في حين شاركت مروحية تابعة للدرك الملكي في تأمين المنطقة من الجو، فيما تولت وحدات قناصة المتخصصين في الرماية الدقيقة مراقبة أماكن التدخل. التعاون الوثيق بين مختلف الوحدات الأمنية كان له دور محوري في إجهاض هذا المخطط الإرهابي في لحظاته الأخيرة.
تم وضع المشتبه بهم الأربعة تحت تدابير الحراسة النظرية في انتظار استكمال التحقيقات. ويجري المكتب المركزي للأبحاث القضائية تحت إشراف النيابة العامة المكلفة بقضايا الإرهاب، تحقيقاً موسعاً للكشف عن أي روابط محتملة لهذه الخلية مع تنظيمات إرهابية محلية ودولية، بالإضافة إلى تحديد الأطراف الأخرى المتورطة في هذا المخطط.
تجسد هذه العملية الناجحة قدرة الأجهزة الأمنية المغربية على التعامل مع التهديدات الإرهابية بفعالية واحترافية، كما تؤكد على التنسيق المستمر بين مختلف المصالح الأمنية في مكافحة الإرهاب. وبفضل يقظة السلطات، تم تجنب وقوع مجزرة كبيرة كانت قد تودي بحياة العديد من الأبرياء.