يُعدّ مسجد الشاكرين واحدا من أفضل مساجد مدينة القنيطرة، إذ يقع وسط عمارة سكنية ويتميز بتصميم هندسي بديع يجمع بين الجمال والروحانية، ما يجعله من المساجد الفريدة التي تأسر القلوب بجمالها وأجوائها الإيمانية.
أعدها للنشر- عبد المراكشيle12
اشتهر المغرب بكونه يتوفر على عدد كبير جدا من المساجد، حتى لَتجد من ينتقذون هذه الوفرة “الملحوظة” لـ”بيوت الله” على حساب مرافق حيوية أخرى ضرورية لحياة المواطن البسيط، مثل المدارس والمستشفيات والمصانع.
بناء على هذه المعطيات لا تكاد تخلو أية قرية نائية أو مدشر موغل في أعماق “المغرب غير النافع” من مساجدَ يُذكر فيها اسم الله، فما بالك بمُدن المركز وباقي الحواضر الكبرى في بلاد الـ مسجد.
سنأخذكم، من خلال هذه الفسحة الرمضانية “حكاية مسجد” في جولات عللا بساط من كلمات خطّتها أقلام مغربية مختلفة عن أشهر مساجد المغرب وجوامعه.
ظهر هذا المسجد الفريد في “عمارته” إلى الوجود بعدما أقدمت سيدة على تشييد عمارة فاخرة وخصصت طابقها الأرضي والأول لبناء جامع، جاعلة الصومعة في منتصف العمارة، ما أضفى على هذا الصرح الديني منظرا بديعا حظي بإعجاب القنيطريين وغير القنيطريين ممن يزورون المنطقة.
ويُعدّ هذا المسجد واحدا من أفضل مساجد مدينة القنيطرة، إذ يقع وسط عمارة سكنية ويتميز بتصميم هندسي بديع يجمع بين الجمال والروحانية، ما يجعله من المساجد الفريدة التي تأسر القلوب بجمالها وأجوائها الإيمانية.
فإذا أنت تأخرت في الوصول إليه، فإتك قد لا تجد مكانًا داخله، خاصة خلال صلاة التراويح في شهر رمضان المبارك، إذ تمتلئ أروقته بالمصلين الذين يتوافدون إليه من كلّ حدب في المدينة وصوب لما يجدون فيه من خشوع وطمأنينة.
وإلى جانب “عمارته” الفريدة، يرجع هذا الإقبال من القنيطريين على تأدية فروضهم الدينية في هذا الجامع الفريد، إلى أئمته الذين يؤمّون الناس فيه، لما يميزهم من حسن التلاوة والخشوع الذي يبعث السكينة في قلوب المُصلّين.
وقد أثار هدا المسجد إعجاب نشطاء موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، نظرا إلى شكله الهندسي الفريد وزخارفه المثيرة للانتباه، وموقعه بعمارة سكينة وسط المدينة.
ويقع “مسجد الشاكرين” في هذه العمارة السكينة “غير العادية” وسط مدينة القنيطرة، وشُيّد بهندسة معمارية مغربية تمزج بين الأصالة والحداثة المعمارية، إذ خصصت السيدة التي شيّدته الطابق الأرضي والأول لعمارتها لبناء هذه “المعلمة” الدينية بطابع هندسي “مثير“.
ويضمّ المسجد صومعة تتوسط العمارة من الخارج، وقد تم تصميمها بزخارفَ تثير انتباه المارة، خاصة في الليل بعد تشغيل أنوار الزخارف، “وهي طريقة جعلت المسجد جزءاً من العمارة عكس عدد من المساجد التي تبدو معزولة في مكان بنائها”، على حد قول أحد نشطاء فيسبوك ونقله محمد عادل التاطو.
ورغم صغر مساحته، فإنه يتسع، بحسب المصدر ذاته، للرجال والنساء، إضافة إلى احتصانه فضاء مخصصا للوضوء مجهزا بالتجهيزات اللازمة، كما يضم هذا المسجد “العجيب” في مدخله فضاءً لوضع الأكياس الورقية الخاصة بترتيب الأحذية بطريقة منظمة، ما يجعله بحقّ “تحفة فنية” وفق ما نقل المصدر ذاته عن نشطاء فيسبوكيين تحدّث إليهم بهذا الشأن.
وعبّرت واحدة من السيدات اللواتي زرن المسجد عن إعجابها الشديد به وبمبادرة صاحبة العمارة، التي اهتدت إلى فكرة تشييد مسجد في منطقة تقلّ فيها المساجد (وسط المدينة) بخلاف مجموعة من المقاولين الذين يهملون التفكير في تشييد مثل هذه المرافق الحيوية في حياة الناس.
ومن جانبها، كتبت إحدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي في حائطها الفيسبوكي: “مسجد رائع. بفضل هاد السيدة وليت تنسمع الأذان من داري والمؤذن صوته رخيم تبارك الله، جزاها الله خيرا“.
وعلّق ناشط آخر: “مسجد جميل وأنيق جدا.. والإمام بصوته وقراءته الجيدة والواضحة يشجع على الصلاة في هذا المسجد”. بينما كتب آخر “زرت هذا المسجد، وسبحان الله كنت دائما أقول لازم شي مسجد فهاد البلاصة اللي دايرة كلّها غير بالديسكوهات، الله يرزقها بيت فالجنة”. وقال آخر: “بالفعل، مسجد رائع.. لكن محيطه مؤلم، قبالته مستودع الخمور وبجانبه مركز للقمار“.
وبدورها، علّقت ناشطة فيسبوكية على هذا الصرح الديني، الذي يجمع بين الأصالة والمعاصرة: “مررت بجانبه ووقفت مبهورة بهندسته ورونقه وجماله، جعل الله عملها في الميزان المقبول والله يجعل عملها خالصا لوجه الله.. حقا مثل يحتدى به“.
