حاملاً رسالة من رئيس جمهورية غامبيا، أداما بارو، إلى الملك محمد السادس، استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، زوال اليوم الأربعاء بمقر وزارة الخارجية بالرباط، نظيرَه الغامبي، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي والغامبيين بالخارج، مامادو تانغارا.
وأجرى الوزيران محادثات ومباحثات ثنائية جرى خلالها تسلُّم بوريطة الرسالة الغامبية إلى الملك، تلتْها كلمة لوزير الخارجية الغامبي أمام وسائل الإعلام الحاضرة، قال خلالها إنه يحضُر إلى الرباط، اليوم، بصفته “مبعوثاً حاملًا رسالة من رئيس جمهورية غامبيا آداما بارو إلى أخيه الملك محمد السادس”، معبرا عن “كونها أيضا فرصة لنا لنَشكُر جلالته على كل الدعم الذي قدّمه المغرب وجلالتُه لغامبيا لإنجاح قمة منظمة التعاون الإسلامي التي نظمت في غامبيا”.
ولفت وزير خارجية غامبيا، متحدثاً إثر المباحثات مع بوريطة، إلى أنّ “غامبيا هي الرئيس الحالي لمنظمة التعاون الإسلامي”، وزاد: “كان جلالة الملك محمد السادس، بصفته رئيسا للجنة القدس الشريف، له دور حاسم ومُحدِّد بشكل كبير في إنجاح هذه المنظمة وعملها”، مردفا بأنه “من هذا المنطلق أراد الرئيس الغامبي أن يبعث إليه برسالة يستشيره فيها في مستقبل القضايا المصيرية التي تواجه أمَّتَنا الإسلامية”، حسب تعبيره.
وكانت أشغال الدورة الخامسة عشرة من مؤتمر القمة الإسلامي انعقدت في بانجول عاصمة غامبيا، بداية شهر ماي 2024، تحت شعار “تعزيز الوحدة والتضامن من خلال الحوار من أجل التنمية المستدامة”، بحضور رؤساء دول وحكومات البلدان الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، لمناقشة القضايا السياسية التي تهم العالم الإسلامي، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.
ولم يفت رئيس الدبلوماسية الغامبية أن يتوجه، خلال التصريح الصحافي ذاته، بعبارات شكر وامتنان إلى الملك محمد السادس بصفته أميراً للمؤمنين على “ما يقوم به من أجل الأمّة والغامبيين”، مستحضرا أن “العديد من الغامبيين تمكنوا من أداء فريضة الحج إلى مكة المكرمة بفضل دعم جلالته؛ وهذه فرصة لنشكر المغرب على ذلك”.
وفي سياق متصل ثمّن مامادو تانغارا مستوى علاقات التعاون مع المغرب، مؤكدا أنه أجرى مباحثات ثنائية مع نظيره المغربي ناصر بوريطة، وقال في هذا الشأن: “انتهزنا الفرصة مع أخي وصديقي الوزير ناصر بوريطة للحديث عن العلاقات الثنائية المغربية-الغامبية، وكذا الوضع في منطقتنا الإقليمية”، دون الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.
وختم وزير الخارجية الغامبي بالثناء على جهود وعمل نظيره المغربي، واصفًا إياه بأنه “رجل يتمتع بكثير من الحكمة”، مضيفا: “إنه لمن دواعي سروري دائمًا أن آتي وأتحدث معه؛ إنه رجل يتمتع بالحكمة، لذا يمكننا أن نتفق على ما لدينا، لنَصل إلى موقف يُشرّفنا ويشرف بلدَيْنا، وكذا القارة الإفريقية بشكل عام”.
يشار إلى أن العلاقات المغربية الغامبية عرفت تطورا ملموساً، خاصة منذ فتح بانجول قنصلية عامة لغامبيا بمدينة الداخلة المغربية في يناير 2020، فيما جدد تانغارا التأكيد، في بيان مشترك عقب أشغال الدورة الثالثة للجنة المختلطة للتعاون المغرب-غامبيا، في يناير 2024، التي ترأسها إلى جانب ناصر بوريطة، على دعم بلاده المبادرة المغربية للحكم الذاتي التي تقدمت بها المملكة في 2007، وتشكل الحل الوحيد ذا مصداقية، والواقعي لتسوية هذا النزاع.
وكانت جمهورية غامبيا جددت تأكيدها الرسمي، غير ما مرة، على دعمها الثابت للوحدة الترابية للمملكة، ولمبادرة الحكم الذاتي كحل وحيد ذي مصداقية وواقعي لتسوية النزاع حول الصحراء المغربية.
